دخل مئات المعتقلين السياسيين في سجن "بدر 3" في إضراب مفتوح عن الطعام، بالتزامن مع مرور الذكرى الثانية عشرة لفضّ اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة في 14 أغسطس 2013، والتي شهدت استشهاد وإصابة الآلاف في واحدة من أكثر الأحداث دموية بتاريخ مصر الحديث.
 

احتجاج على "الموت البطيء"
وفق رسائل مسرّبة من داخل قطاع 2 في "بدر 3"، بدأ المعتقلون منذ الأول من يوليو الماضي إضراباً كاملاً عن الطعام، احتجاجاً على ما وصفوه بـ"ظروف احتجاز لا إنسانية"، تشمل:

  • منع الزيارات وحرمان السجناء من التواصل مع أسرهم.
  • حرمان التريض والتعرض للشمس، ما يتسبب في أمراض مزمنة وضعف جسدي ونفسي.
  • حجب المراسلات وإغلاق أي منفذ للتواصل مع العالم الخارجي.
  • الإهمال الطبي المتعمد، مما يؤدي إلى تدهور الحالات الصحية.
  • العزل الانفرادي بوصفه شكلاً من أشكال التعذيب النفسي.

وجاء في إحدى الرسائل: "إننا نصرخ ليصل صوتنا إلى ضمير العالم الحر، قبل أن يُطفأ ما تبقى من حياتنا خلف هذه الجدران"، في إشارة إلى حالة العزلة المفروضة على السجناء.
 

تدهور صحي وتهديدات أمنية
تقرير صادر عن منظمة "اللجنة من أجل العدالة" وثّق تدهوراً حاداً في صحة العشرات من المضربين، حيث أُصيب بعضهم بحالات إغماء وهبوط شديد في ضغط وسكر الدم، إضافة إلى محاولات انتحار بسبب اليأس.

وأفادت المنظمة بأن 35 سجيناً على الأقل يواصلون الإضراب، بينما دخل 15 منهم مرحلة "خطر داهم" تهدد حياتهم، وسط تهديدات من مسؤولين أمنيين بكسر الإضراب بالقوة.

وفي إحدى الوقائع التي رصدتها المنظمات الحقوقية، هتف أحد المضربين: "لن نخافكم أيها الطغاة"، في تحدٍّ صريح لسياسات الترهيب.
 

رابعة.. الجرح المفتوح
في 14 أغسطس 2013، اقتحمت قوات الأمن اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة، ما أسفر عن آلاف الشهداء المصابين. ووصفت منظمة هيومن رايتس ووتش ما جرى بأنه "أكبر عملية قتل جماعي في تاريخ مصر الحديث".

منذ ذلك الحين، تعرّض آلاف من المشاركين في الاعتصامات، ومن بينهم قيادات جماعة الإخوان المسلمين، للاعتقال وأحكام بالسجن، ونُقل عدد كبير منهم إلى مجمع سجون بدر، حيث تحولت الزنازين إلى رمز للانتهاكات.
 

مطالب مستمرة
في الذكرى الـ12 للمجزرة، يجدد المعتقلون والمضربون عن الطعام مطالبهم بـ:

  • تحقيق دولي مستقل في أحداث 2013.
  • إنهاء سياسات الاعتقال السياسي.
  • السماح للمنظمات الحقوقية والطبية بزيارة السجون.
  • توفير العلاج والرعاية للمضربين فوراً قبل فوات الأوان.

وفي ظل صمت رسمي متواصل، تبقى مخاوف المنظمات الحقوقية قائمة من أن تتحول هذه الاحتجاجات إلى مأساة إنسانية قد تكتب فصلاً جديداً في سجل الانتهاكات داخل السجون عبدالفتاح السيسي.