شهد إقليم دارفور غربي السودان فصلاً جديدًا من المأساة المتواصلة، بعدما أسفر قصف نفذته قوات الدعم السريع الإرهابية المدعومة من الإحتلال الاماراتي على مدينة الفاشر، عن مقتل 17 مدنيًا وإصابة 25 آخرين، وفق ما أكده مصدر طبي لوكالة فرانس برس. وأشار المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إلى أن بعض القتلى جرى دفنهم مباشرة من قبل ذويهم دون نقلهم إلى المستشفى نتيجة الظروف الأمنية الخطيرة داخل المدينة.
هذا الهجوم يأتي بعد أسبوع فقط من مجزرة أخرى ارتكبتها قوات الدعم السريع، حين اقتحمت مخيم أبو شوك للنازحين في ضواحي الفاشر، وفتحت النار على المدنيين، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 40 شخصًا وإصابة 19 آخرين، بحسب غرفة طوارئ المخيم التي تحدثت عن حالات "تصفية مباشرة" بحق السكان، إضافة إلى إصابات ناجمة عن "طلقات طائشة".
حصار متواصل ومعركة على دارفور
منذ مايو 2024، تفرض قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على مدينة الفاشر ومخيمات النازحين المحيطة بها، في محاولة لعزلها عن العالم الخارجي. وتكتسب الفاشر أهمية استراتيجية كونها المدينة الرئيسية الوحيدة في دارفور التي ما زالت تحت سيطرة الجيش السوداني، في وقت تهيمن قوات الدعم السريع على معظم مناطق الإقليم.
ويأتي هذا التصعيد بعد أن استعاد الجيش السوداني السيطرة على الخرطوم في مارس الماضي، الأمر الذي دفع قوات الدعم السريع إلى تركيز هجماتها غربًا على دارفور وكردفان لتعزيز نفوذها والحفاظ على مكاسبها الميدانية.
كارثة إنسانية في المخيمات
الوضع الإنساني في دارفور يتدهور بشكل متسارع، حيث أعلنت الأمم المتحدة في ديسمبر 2024 المجاعة في ثلاثة مخيمات قرب الفاشر هي زمزم وأبو شوك والسلام. وفي إبريل الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على مخيم زمزم، ما أدى إلى نزوح نحو 400 ألف شخص، ليُفرَّغ أحد أكبر المخيمات في السودان تقريبًا من سكانه.
وبحسب تقارير أممية، يعيش مئات الآلاف في ظروف مأساوية مع انعدام الغذاء والدواء وتقييد وصول المساعدات الإنسانية نتيجة الحصار المستمر والهجمات المتكررة على المخيمات، في وقت تحذر فيه منظمات الإغاثة من "انهيار كامل" للوضع الإنساني في الإقليم.