سيطرت حالة من الحزن العميق والصدمة على أهالي قرية قصر هور التابعة لمركز ملوى بمحافظة المنيا، عقب وفاة أحد أفراد أسرة كاملة مكونة من عشرة أشخاص إثر تعرضهم لحادث تسمم غذائي غامض، بينما نُقل التسعة الآخرون إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وبحسب مصدر طبي، فقد تحسنت حالات المصابين الآخرين وغادروا المستشفى بعد حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة، إلا أن رحيل أحدهم ألقى بظلاله الثقيلة على القرية التي خيّم عليها الحزن منذ الساعات الأولى للإعلان عن الواقعة.
 

تفاصيل الحادث
أجهزة الأمن تلقت بلاغًا من غرفة عمليات الإسعاف يفيد بوجود حالات إعياء شديد داخل منزل إحدى الأسر بالقرية، وانتقلت سيارات الإسعاف والجهات المعنية، ليُكتشف إصابة عشرة أفراد من الأسرة ذاتها، من بينهم سبعة أطفال، بأعراض حادة تمثلت في ارتفاع شديد بدرجة الحرارة، قيء متواصل، وإسهال حاد، فقد لفظ أحدهم أنفاسه الأخيرة متأثرًا بالمضاعفات، فيما تمكن الباقون من التعافي بشكل جزئي قبل مغادرة المستشفى.
 

ربط بالكارثة السابقة في دلجا
الحادث الجديد أعاد للأذهان مأساة مشابهة هزّت محافظة المنيا قبل أسابيع قليلة، حين فقدت قرية دلجا التابعة لمركز دير مواس ستة أطفال ووالدهم، ناصر محمد علي، نتيجة تسمم غامض لم تُعرف أسبابه حتى اليوم. الأسرة كانت قد دخلت إلى قسم "عناية السموم" بمستشفى الإيمان في أسيوط، حيث خضع أفرادها لمحاولات إنعاش ورعاية طبية مكثفة، لكن سرعان ما تدهورت حالتهم بشكل مفاجئ واحدًا تلو الآخر.

ورغم إعلان وزارة الصحة آنذاك عن تحسن حالتهم في بداية الأزمة، إلا أن الموت تسلل إليهم تباعًا، لتتحول القرية إلى ساحة حداد جماعي. جنازات الأطفال الخمسة الأولى خلال أسبوع واحد شكّلت مشاهد مأساوية تقشعر لها الأبدان، قبل أن تُغلق الفاجعة برحيل الطفل السادس ووالده.
 

صدمة الأهالي وتكتم رسمي
يقول "أبو علي"، أحد جيران أسرة دلجا المنكوبة: "ما حصل لا يوصف.. أولاد زي الورد، محبوبين من كل الناس، وكانوا بيلعبوا الصبح، وفجأة وقعوا واحد ورا التاني، والدنيا اتقلبت، والناس مش فاهمة حاجة لحد دلوقتي. ولا في إجابات، ولا في مسؤول طالع يقول الحقيقة"، في إشارة إلى الغموض الذي يكتنف القضية حتى الآن.

وعلى الرغم من إرسال عينات التحاليل الخاصة بالضحايا إلى المعامل المركزية بالقاهرة، إلا أن وزارة الصحة لم تُعلن حتى اللحظة عن النتائج النهائية للتحقيقات، الأمر الذي يفتح الباب أمام التكهنات، ويترك علامات استفهام حول الأسباب الحقيقية وراء الكارثتين المتقاربتين زمنًا ومكانًا.