يوافق اليوم السابع من أكتوبر 2025 الذكرى الثانية لـ«طوفان الأقصى»  التي وصفتها فصائل المقاومة بـ"اليوم المجيد"، وهي المعركة التي شكلت نقطة تحول تاريخية في مسار الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

https://www.youtube.com/watch?v=YFbhQ2S4UVM

هذه الذكرى تأتي في ظل استمرار الحرب الوحشية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، وسط صمود شعبي أسطوري، وتحدٍ مقاوم أثبت قدرته على مواجهة آلة الدمار الإسرائيلية رغم الفارق الهائل في الإمكانيات.

https://www.youtube.com/watch?v=2v4gWWc_gO

 

طوفان الأقصى: نقطة تحول في تاريخ الصراع

بدأت معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، بعملية عسكرية غير مسبوقة نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية، بقيادة حركة حماس، ضد أهداف عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة.

وصفت إسرائيل هذا اليوم بـ"السبت الأسود"، بينما يحتفي به الفلسطينيون كيوم العبور المجيد، حيث تمكنت المقاومة من كسر هيبة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكشفت هشاشة منظومته الأمنية.

https://www.youtube.com/watch?v=fFkltiWDjKs

حركة حماس، في بيان لها عبر قناتها على تليجرام وصفت المعركة بأنها "نقطة تحول كبيرة في المشهد السياسي والعسكري للمنطقة"، مؤكدة أنها جاءت كرد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وأضافت: "عامان من الصمود الأسطوري، والالتفاف الشعبي حول المقاومة، في مواجهة احتلال وحشي يمعن في إبادة المدنيين العزل".

https://www.youtube.com/watch?v=AnONYojh0HA

 

حرب إبادة وصمود أسطوري

على مدار عامين، واجه الشعب الفلسطيني في غزة حربًا إسرائيلية وصفتها فصائل المقاومة بـ"أفظع حرب إبادة جماعية في التاريخ".

ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، بلغ عدد الشهداء حتى أكتوبر 2025 أكثر من 67,173 شهيدًا، بينهم 20,179 طفلًا و10,427 سيدة، إضافة إلى 169,780 جريحًا.

كما سجلت الوزارة 4,900 حالة بتر وإعاقة، و460 حالة استشهاد نتيجة التجويع، مع تفاقم أزمة سوء التغذية التي أصابت 51,196 طفلًا دون سن الخامسة.

الاحتلال دمر 25 مستشفى من أصل 38، و103 مراكز للرعاية الصحية الأولية، مما أدى إلى انهيار النظام الصحي في القطاع، مع حرمان 18,000 مريض من العلاج بالخارج بسبب إغلاق المعابر.

وفي ظل هذه الكارثة الإنسانية، وجهت وزارة الصحة نداءً عاجلًا للجهات الدولية للتدخل وتوفير الإمدادات الطبية وحماية الفرق الطبية.ورغم هذا الدمار الهائل، أكدت فصائل المقاومة أن الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه المعلنة، وهي القضاء على المقاومة، ,استعادة الأسرى بالقوة، وتغيير الواقع الأمني في غزة.

وقالت في بيان مشترك: "الصمود الأسطوري لشعبنا كان الصخرة التي تحطمت عليها مخططات العدو، وأثبتت المقاومة أنها عصية على الكسر".

https://www.youtube.com/watch?v=Kow3pzYizKY

 

تكتيكات المقاومة.. كيف أفشلت أهداف الاحتلال؟

كشف قيادي ميداني في فصائل المقاومة عن استراتيجيات المقاومة التي مكنتها من الصمود لعامين في وجه الاحتلال:

  • امتصاص الصدمة الأولية: واجهت المقاومة كثافة الغارات الجوية الإسرائيلية عبر خطط دفاعية محكمة، استهدفت امتصاص أحزمة النار التي استخدمها الاحتلال لتدمير البنية التحتية قبل توغله البري.
  • الكمائن والأنفاق: اعتمدت المقاومة على كمائن نارية وهندسية، مستفيدة من الأنفاق الهجومية لمباغتة العدو، مع إصلاح الأنفاق المدمرة سريعاً.
  • حرب الاستنزاف: ركزت المقاومة على استنزاف الجيش الإسرائيلي عبر عمليات نوعية، مثل نصب العبوات الناسفة وتنفيذ الإغارات في مواقع القيادة.
  • المرونة التكتيكية: انتقلت المقاومة بين الهجوم والدفاع، مستفيدة من معرفتها العميقة بتضاريس القطاع، مما جعل غزة بيئة قتالية معقدة.
  • العقيدة القتالية: تميز المقاومون بإرادة قتالية لا تلين، مبنية على مبدأ "المواجهة حتى اللحظة الأخيرة"، مع رفض الاستسلام.

العميد اللبناني أكرم سريوي أوضح أن المقاومة تعتمد على حرب العصابات وتكتيكات الاستنزاف، مشيرًا إلى أن إرادة القتال والإيمان بالقضية هما العنصران الأقوى لديها.

بينما أكد الخبير الأردني نضال أبو زيد أن مرونة المقاومة وقدرتها على إعادة إنتاج تكتيكاتها منحتها تفوقًا في إدارة المعركة.

https://www.youtube.com/watch?v=GTvsWLVC9QU

 

إسرائيل: أزمة وجودية بعد عامين

في المقابل، يعيش الاحتلال الإسرائيلي حالة من الصدمة المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، خاصة في مستوطنات غلاف غزة مثل "سديروت" و"أوفاكيم".

وفقًا لتقارير "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت"، انهارت ثقة الإسرائيليين بالمؤسسة العسكرية والأمنية، التي فشلت في توقع الهجوم أو منعه. الناجون من الهجوم يعانون من صدمات نفسية، قلق دائم، وشعور بالذنب، مع غياب دعم كافٍ من الحكومة.

اقتصاديًا، تواجه إسرائيل أزمة غير مسبوقة، حيث توقع تقرير "غلوباليست" ارتفاع الدين العام إلى 70% من الناتج المحلي، وعجز الموازنة إلى 16% سنويًا حتى نهاية العقد.

كما شهدت هجرة عكسية غير مسبوقة، مع مغادرة 8,300 موظف في قطاع التكنولوجيا بين أكتوبر 2023 ويوليو 2024

على الصعيد الدولي، تراجعت شرعية إسرائيل بشكل كبير بسبب جرائم الحرب، مع إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه.

كما أدت الاعترافات الدولية بدولة فلسطين إلى نكسة دبلوماسية لإسرائيل، مما قلل من فرص التطبيع مع دول المنطقة.

https://www.youtube.com/watch?v=IQBGTs4fBLk

 

حماس: مكاسب معنوية وتحديات تنظيمية

رغم الخسائر البشرية والمادية الهائلة، عززت معركة طوفان الأقصى من مكانة حماس شعبيًا على المستوى العالمي. استطلاع لمؤسسة "هارفارد هاريس" في يوليو 2025 أظهر أن 40% من الشباب الأمريكيين يدعمون حماس مقابل إسرائيل. لكن داخليًا، تعرضت الحركة لضربات قوية، مع استهداف بنيتها العسكرية والمدنية، وتشديد الحصار والملاحقات الدولية.

ورغم ذلك، يرى محللون أن فكرة المقاومة التي تتبناها حماس اكتسبت زخمًا غير مسبوق، مع تصاعد الحراك الشعبي العالمي الداعم لفلسطين، مثل أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة.