في خطابه اليوم أمام الكنيست، أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمليارديرة الإسرائيلية - الأمريكية ميريام أديلسون، التي حضرت خطابه برفقتها ابنها، ماتان أديلسون، وعضو الكنيست عن حزب الليكود، بوعز بيسموث، الذي شغل سابقًا منصب رئيس تحرير صحيفة "إسرائيل هيوم" اليومية المملوكة لعائلة أديلسون.

جاء ذلك بعد أشهرٍ من التقارير الإعلامية الإسرائيلية حول دورها في كواليس مفاوضات إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في غزة، حيث أشادت وسائل الإعلام العبرية والمدافعون عن الرهائن بدورها في دفع ترامب نحو التوصل إلى اتفاق، إلى جانب الوسطاء.

 

تصفيق حار بالكنيست

وحظيت أديلسون بتصفيق حار داخل الكنيست عندما طلب منها ترامب الوقوف، بعد أن تفاخر بكونه الرئيس الذي اعترف بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب، وسألها: "أليس كذلك يا ميريام؟".

وقال ترامب عن أديلسون وزوجها: "أعتقد أنهما زارا البيت الأبيض أكثر من أي شخص آخر. لديها 60 مليار دولار في البنك، وهي تحب إسرائيل".

وأضاف أنها ترفض الإجابة عما إذا كانت تحب الولايات المتحدة أكثر من إسرائيل. وقال: "كانا لهما دور كبير في كل هذا، بما في ذلك دفعاني للتفكير في مرتفعات الجولان"، في إشارة إلى اعترافه بالسيادة الإسرائيلية على الأراضي السورية المحتلة خلال ولايته الأولى عام ٢٠١٩، مؤكدًا بذلك تقارير إعلامية إسرائيلية عن مشاركتها في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل.

وقال ترامب لأديلسون: "نحن نحبك، نشكرك عزيزتي لوجودك هنا، إنه لشرف عظيم لنا".

ويعود تأثير أديلسون على ترامب إلى حملته الرئاسية عام ٢٠١٦، عندما تبرعت هي وزوجها الراحل شيلدون أديلسون بأكثر من 100 مليون دولار. وقد لعب آل أديلسون دورًا حاسمًا في صياغة بروتوكولات ترامب المؤيدة لإسرائيل، مثل الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وكان بيسموث، العضو عن حزب الليكود ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، رئيسًا لتحرير صحيفة "إسرائيل هيوم" خلال الفترة ما بين 2017 إلى عام 2022 قبل دخوله السياسة، مما يسلط الضوء على العلاقات طويلة الأمد بين شبكة أديلسون الإعلامية ودوائر الليكود ومعسكر ترامب.

 

من هي أديلسون؟

ولدت أديلسون في فلسطين المحتلة عام 1945، لأبوين من بولندا. كان والدها عضوًا بارزًا في حزب مابام السياسي. وفي الخمسينيات من القرن الماضي، استقرت عائلتها في مدينة حيفا، حيث كان والدها يمتلك ويدير العديد من دور السينما.

وبعد حصولها على بكالوريوس العلوم في علم الأحياء الدقيقة وعلم الوراثة من الجامعة العبرية في القدس، حصلت على شهادة الطب من جامعة تل أبيب في مدرسة ساكلر الطبية.

وتزوجت أديلسون من أرييل أوكسهورن، وهو طبيب، وأنجبت منه طفلين. وحدث الطلاق بينهما في الثمانينيات، وفي عام 1986 التحقت بجامعة روكفلر كطبيبة مساعدة متخصصة في إدمان المخدرات، وهناك التقت بشيلدون أديلسون، الذي تزوجته عام 1991.

ويُنسب إليها التأثير على آراء شيلدون السياسية بشأن إسرائيل. وكداعمة قوية لإسرائيل، اعترفت أن قلبها كان دائمًا في إسرائيل، وأنها "عالقة" في أمريكا بعد لقاء زوجها.

 

أكبر المانحين لترامب

وكانت هي وزوجها أكبر المانحين لترامب طوال فترة رئاسته؛ وقدّمَا أكبر تبرع لحملته الرئاسية لعام 2016.

وكتبت أن ترامب "يجب أن يتمتع بدعم كاسح" بين اليهود الأمريكيين والإسرائيليين، وأن ترامب يستحق "كتاب ترامب" في الكتاب المقدس بسبب دعمه لإسرائيل.

كما دفعت من أجل العفو عن أفيم سيلا الذي تجسس على الولايات المتحدة. وكتبت أديلسون أن ترامب يمثل "القرابة والصداقة والشجاعة وانتصار الحقيقة"، وأن "الإسرائيليين واليهود الفخورين مدينون لدونالد ترامب بامتناننا".

والتقى ترامب بأديلسون في فبراير 2024، حيث صرحت بدعمه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.

وسعت أديلسون للحصول على دعم من ترامب لضم إسرائيل للضفة الغربية، وتعهدت بتقديم أكثر من 100 مليون دولار لحملته الانتخابية مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على المنطقة.

وحصلت على وسام الحرية الرئاسي من ترامب في 16 نوفمبر 2018.