على مدار عامين تولت وحدة الظل في حركة "حماس" حراسة الأسرى الصهاينة، الذين عجز جيش الاحتلال عن الوصول إليهم على الرغم من التقنيات الحديثة التي يمتلكها، والغارات المكثفة التي يشنها على مدار الساعة، مما أجبر الكيان الصهيوني في النهاية على الدخول في مفاوضات غير مباشرة مع "حماس" توجت بوقف إطلاق النار، وإطلاق العشرات من أصحاب المحكوميات العليا و1700 فلسطيني تم اعتقالهم في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر 2023، مقابل 101 أسير صهيوني.
وكشف النقاب للمرة الأولى عن وحدة الظل - التي أوكلت مهمة الإشراف عليها إلى القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، الذي استشهد خلال الحرب الأخيرة على غزة- في عام 2016، أي بعد خمس سنوات من صفقة إطلاق سراح الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، عندما تم نشر لقطات من أسره في غزة.
تأسيس وحدة الظل
وشُكِّلت الوحدة في عام 2006، بعد حوالي ثلاثة أشهر من أسر شاليط، إثر سلسلة من الغارات الصهيونية على مواقع كان يختبئ فيها. وضمت في البداية، مقاتلين ذوي خبرة عالية، وتم تجنيد آخرين لاحقًا، من أعضاء في جهاز استخبارات حماس، وقوة النخبة التابعة لها، وتشكيلات قتالية أخرى، وقد تلقوا تدريبات أمنية واستخباراتية وتكنولوجية خاصة، بالإضافة إلى التدريبات العسكرية التي كانوا يتلقونها منذ انضمامهم إلى "القسام".
وتألفت معظم عناصر الوحدة في البداية من خان يونس. وشاركت أيضًا في إطلاق الصواريخ وحفر الأنفاق ومهام أخرى أوكلت إليها، إذ لم تكن هناك حاجة دائمة لدورهم الأساسي.
وتعمل "وحدة الظل" بأساليب تكتيكية مختلفة، قامت "كتائب القسام" بتطويرها لسنوات، وخاصةً بعد أسر الجنديين هدار جولدن، وأرون شاؤول في حرب عام 2014، على قطاع غزة، إذ دُربت بشكل جيد على طرق تأمين أي مختطفين إسرائيليين، كما تتشعب مهامها لتشمل المشاركة في عمليات إطلاق صواريخ أو حفر أنفاق أو غيرها.
وأعلن "أبو عبيدة" المتحدث باسم كتائب القسام، نهاية يوليو 2022 عن استشهاد أحد أعضاء "وحدة الظل" وإصابة 3 آخرين جراء استهداف أحد أماكن احتجاز جندي صهيوني أسير خلال الحرب على غزة في مايو 2021.
علاوة على ذلك، ووفقًا لتقارير إعلامية، فقدت "وحدة الظل" خمسة من أعضائها في الغارات الجوية الصهيونية منذ عام 2008، وهم سامي الحمايدة، وعبد الله لباد، وخالد أبو بكرة، ومحمد رشيد داود، وعبدالرحمن مباشر.
وحدة الظل خلال "طوفان الأقصى"
وخلال الحرب الأخيرة على غزة، قالت مصادر إن أفراد الوحدة تلقوا "تعليمات على مدار الساعة" لنقل الرهائن من مكان إلى آخر، سواءً فوق الأرض أو عبر الأنفاق. وكان الرهائن يرتدون أحيانًا ملابس نسائية عربية لتسهيل تحركاتهم.
وكشفت مصادر "حماس" أيضًا أن الغارات الصهيونية على شبكة أنفاق الحركة دفعتها إلى نقل الرهائن عبر ممرات تحت الأرض إلى مخابئ تسيطر عليها وحدة الظل. ولجأت في بعض الأحيان لوضع أسرى لديها في مركبات مغلقة شبه متوقفة عن العمل في بعض الشوارع بهدف التمويه الأمني. كما نُقل بعض الرهائن في مركبات متطابقة من نفس الصنع واللون، انطلقت في وقت واحد لتشتيت انتباه المتتبعين.