لم تكن تصريحات الإعلامي المصري، عماد الدين أديب، التي أثارت جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي التي قال فيها إن منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضوء الأخضر لـ "حماس" للبقاء في إدارة غزة عقب إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بشرم الشيخ هو أكثر ما أصابه بالإحباط يعبر عن مشاعر شخصية بقدر ما كان يعبر عن موقف دولة الإمارات ومعها السعودية والبحرين.

 

ويتضح هذا في تقرير نشرته صحيفة "إسرائيل هيوم" نقلاً عن مصادر دبلوماسية، قال إن كلاً من السعودية والإمارات والبحرين حذرت من أن وقف إطلاق النار في غزة معرض لخطر الانهيار إذا استمرت "حماس" في رفض نزع سلاحها.

 

وقف المشاركة في إعادة الإعمار

 

وفقًا للتقرير، فإن الرياض هددت أيضًا بوقف المشاركة في عملية وقف إطلاق النار - بما في ذلك إعادة الإعمار - ما لم يتم تنفيذ نزع السلاح.

 

وأعربت دول الخليج عن استيائها إزاء ما اعتبرته "تساهلاً" من الوسطاء القطريين والأتراك والمصريين في قضية أسلحة "حماس"، وفق ما نقلت الصحيفة عن دبلوماسيين عرب وأمريكيين.

 

وأفادت بأن الدول الثلاث نقلت هذه الرسائل إلى البيت الأبيض، ومبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، وصهره ومستشاره السابق جاريد كوشنر.

 

وقالت الصحيفة إن الدول الثلاث اشتكت من "الاغتيالات المنهجية للمنافسين من العشائر المتنافسة، والعروض المسلحة في الشوارع، وابتزاز التجار المحليين، وتصريحات كبار المسؤولين الذين يرفضون بشكل قاطع احتمال نزع السلاح".

 

وشنّت حماس حملةً صارمةً على العصابات المسلحة والميليشيات التي تعاونت مع الكيان الصهيوني خلال حرب غزة. وتضم هذه العصابات عناصر من عشائر وعائلات غزة الكبرى، من بينها عائلة دغمش.

 

وأبدى ترامب مؤخرًا موافقته على حملة "حماس" تجاه ما سماها "عصابات سيئة للغاية". مع ذلك، هدد الحركة وحذرها من تسليم أسلحتها أو مواجهة نزع السلاح بالقوة.

 

رد أمريكي حاسم

 

وبحسب ما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي سعودي، فقد حذرت الرياض في اتصال حديث مع الولايات المتحدة من أنه "ما لم يكن هناك رد حاسم من الولايات المتحدة وتغيير في نهج الوسطاء - مصر وقطر وتركيا - لفرض شروط الخطة على حماس، فإن المملكة العربية السعودية لن تشارك في استمرار العملية".

 

وأوضحت السعودية موقفها: لا حل عمليًا للحرب في غزة، ولا لمستقبل الفلسطينيين عمومًا، ما دامت حماس جزءًا من المعادلة. لقد ألحقت هذه المنظمة ضررًا جسيمًا بالشعب الفلسطيني، في حربٍ أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من أبنائها، وتدمير قطاع غزة بأكمله، والآن تُصرّ على الحفاظ على "المقاومة"؟، بحسب ما نقلت عن الدبلوماسي.

 

ويضيف التقرير أن "المملكة العربية السعودية ستخفض مستوى مشاركتها في تنفيذ خطة ترامب، ومن غير المرجح أن تحضر مؤتمر إعادة الإعمار الذي تخطط مصر لاستضافته الشهر المقبل".

 

وأضاف أن الإمارات العربية المتحدة أعربت عن موقف مماثل. وتشير الرسائل الإماراتية إلى واشنطن إلى أن أبوظبي ستواصل جهود إعادة الإعمار في مناطق غزة الخاضعة لسيطرة القوات "الإسرائيلية"، لكنها ستعلق مشاركتها في إعادة إعمار مناطق أخرى من القطاع حتى يتم فرض إطار لنزع سلاح "حماس".

 

قوة دولية بغزة

 

ويطالب الإماراتيون أيضًا بسيطرة مدنية وأمنية كاملة من قبل قوة دولية، كما نصت خطة ترامب لوقف إطلاق النار.

 

ويُسلّط التقرير الضوء أيضًا على التوترات طويلة الأمد بين الدوحة والرياض. وعلى الرغم من أن السعودية لم تُسمِّ قطر بالاسم، إلا أن رسائلها إلى الحكومة الأمريكية حذّرت من تنامي نفوذ "دول تُزعزع استقرار المنطقة".

 

وأوضحت "حماس" مرارًا استعدادها للتخلي عن السيطرة على غزة. إلا أنها ترفض نزع سلاحها حتى قيام دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما تعهد الكيان الصهيوني ببذل كل الجهود لمنعه.

 

وهدد ترامب هذا الأسبوع بإصدار أوامر لقوات الاحتلال "بالعودة إلى شوارع غزة" إذا لم تمتثل حماس بشكل كامل لخطته لوقف إطلاق النار، محذرا من أن "إسرائيل ستعود إلى تلك الشوارع بمجرد أن أقول الكلمة".

 

https://thecradle.co/articles/gulf-states-warn-gaza-ceasefire-will-collapse-unless-hamas-disarms-report