أكد محمد نزال، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن الحركة لم تُبلَّغ رسميا حتى الآن ببدء المرحلة الثانية من الاتفاق، مشيرا إلى أن الانتقال إلى أي مرحلة لاحقة يُفترض أن يكون بعد اكتمال بنود المرحلة الأولى وليس عبر تصريحات إعلامية متفرقة، كما يجري حاليا.

 

وقال نزال في مقابلة مع الجزيرة مباشر، أمس الثلاثاء، إن من يراهنون على زوال الحركة “واهمون”، وإن تجربة عامين من المواجهة والإبادة المزعومة لم تؤت ثمارها في إقصاء الحركة أو محوها من المشهد الفلسطيني، مشددا على أن “حماس جزء من المشهد السياسي الفلسطيني، ولا يستطيع أحد إزالتها بالقوة أو بغيرها”.

 

وأضاف أن من يرددون سيناريو الإقصاء يعبّرون عن أمانيهم لا عن حقائق الواقع.

 

وبشأن مستقبل حكم غزة، قال نزال إن الحركة “لا تتمسك بحكم قطاع غزة بالمعنى الإداري وحده”، لكنه أوضح في الوقت نفسه أن المسألة لا تُحسم بإقصاء الحركة قسرا، وأن أي ترتيبات مستقبلية يجب أن تُبنى على توافق وطني فلسطيني وقضايا تُطرح وتُبحث على طاولة المفاوضات.

 

وأشار نزال إلى أن حماس “تعي تعقيدات الإيقاع الإقليمي والدولي، وذلك يؤخذ بعين الاعتبار عند طرح أي حلول”، مؤكدا في الوقت ذاته أن الحركة “لن تتخلى عن المصالح العليا للشعب الفلسطيني أو تقايضها”.

 

وأوضح أن كل الخيارات المطروحة ستُقيَّم وفق مصلحة الشعب وبالتشاور مع الفصائل والقوى الفلسطينية.

 

قضايا المرحلة الثانية

 

وكرر نزال موقف الحركة من أن “العملية التفاوضية ليست عبر وسائل الإعلام”، بل هي “قضايا تُبسط على طاولة المفاوضات” حيث تُناقَش التفاصيل، وتُبنى عليها قرارات واضحة وشاملة بدلا من الرد على تصريحات متقطعة.

 

وأضاف أن الحركة قررت عمدا عدم التعليق على بعض التصريحات المطروحة إعلاميا لأن ذلك قد يخلط بين التفاوض الجدي والغطاء الإعلامي.

 

ورأى نزال أن التحرك الأمريكي والعربي في الأسابيع الأخيرة يأتي في سياق “الرغبة في عدم عودة حرب إبادة جماعية ضد غزة”، وأن الوسطاء الأمريكيين والعرب “يعملون على ضبط إيقاع بنيامين نتنياهو ولجم أي توجه لاستئناف الحرب”، مشيرا إلى لقاءات محتملة بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين تهدف إلى ذلك.

 

صمود أهالي غزة

 

ورأى نزال أن صمود أهالي غزة خلال عامين من المواجهة أعاد القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام الإقليمي والدولي، وأن هذا الزخم السياسي هو الذي فتح أبواب التحرك والوسطاء. وأضاف أن غزة “فرضت نفسها على الأجندات بعد محاولات طويلة لتهميش القضية”.

 

وبشأن مسألة نزع سلاح حماس أو استبعادها من المشهد السياسي، قال نزال إن هذه الموضوعات “من قضايا المرحلة الثانية، وتحتاج إلى نقاش بين الفصائل الفلسطينية والإطار الوطني العام، لا إلى مقولات إعلامية مفردة”.

 

كما أشار إلى غموض بعض المقترحات المطروحة إعلاميا مثل “قوة الاستقرار الدولية وطبيعة مهامها”، مؤكدا أن مثل هذه القضايا “لن تُحسَم إلا بعد أن تُعرض رسميا على طاولة المفاوضات”.