شهد طريق بلبيس – إنشاص بمحافظة الشرقية، حادثًا مروّعًا إثر تصادم سيارة ميكروباص مع أتوبيس نقل ركاب، ما أسفر عن مصرع 3 أشخاص وإصابة 23 آخرين بينهم طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، في واحدة من أكثر الحوادث دموية خلال أكتوبر الجاري، في مشهد مؤلم يتكرر على الطرق رغم حملات التطوير والتحديث.
 

تفاصيل الحادث المأساوي
وفقًا لمصادر أمنية وطبية، وقع التصادم عند الكيلو 10 على الطريق المؤدي من بلبيس إلى إنشاص، حينما فقد سائق الميكروباص السيطرة على عجلة القيادة بسبب السرعة الزائدة، ليرتطم مباشرة بمقدمة الأتوبيس القادم في الاتجاه المعاكس، مما أدى إلى تهشّم مقدمة المركبتين بالكامل وتناثر الركاب على جانبي الطريق في مشهد مأساوي.

تم الدفع بعدد من سيارات الإسعاف التابعة لهيئة الإسعاف بالشرقية إلى موقع الحادث، حيث جرى نقل الجثامين والمصابين إلى مستشفى بلبيس العام لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، فيما فُضّل بعض المصابين العلاج في عيادات خاصة داخل المحافظة.
 

ضحايا ومصابون.. أسر فقدت أعزاءها
أسفر الحادث عن وفاة كل من:

  • ناهد محمد السيد (45 عامًا)
  • عاطف حسين إبراهيم (43 عامًا)
  • أحمد الشحات محمد (30 عامًا)

وهم جميعًا من قرية حفنا التابعة لمركز بلبيس.

كما أُصيبت الطفلة لينا أحمد الشحات (3 سنوات) بنزيف في المخ، وهي ابنة أحد الضحايا الذين لقوا مصرعهم في الحادث.

أما باقي المصابين فجاءت حالاتهم ما بين كسور ونزيف داخلي وكدمات متفرقة، من بينهم:

  • هالة محمود محمد (28 عامًا) – كسور متعددة بالساقين
  • نادية محمود قنديل (40 عامًا) – نزيف بالبطن
  • نور حمدي محمد (49 عامًا) – كدمات بالصدر
  • عطية الصغير السيد (55 عامًا) – جرح قطعي بالصدر
  • سلوى متصور السيد (35 عامًا) – كسر بالساعد الأيسر
  • محمد رضا صيام (35 عامًا) – كسور بالقدمين
     

نزيف مستمر رغم مليارات التطوير
الحادث أعاد إلى الأذهان سؤالًا مؤلمًا: لماذا لا تتوقف حوادث الطرق رغم مليارات الجنيهات التي أُنفقت على تطوير شبكة الطرق القومية؟

فبحسب آخر تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، سجّلت مصر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي آلاف الحوادث المرورية التي أودت بحياة مئات المواطنين وأصابت الآلاف، في ظاهرة توصف بـ"نزيف الأسفلت" الذي لم يتوقف بعد رغم كل الجهود الحكومية.

يُذكر أن الدولة أطلقت خلال السنوات الأخيرة الخطة القومية لتطوير الطرق والكباري تحت شعار “مصر بلا حوادث”، بتكلفة تجاوزت عشرات المليارات من الجنيهات، شملت توسعة المحاور الرئيسية ورفع كفاءة الطرق الداخلية وإنشاء شبكات جديدة لربط المحافظات.

لكن الواقع الميداني لا يزال يسجل حوادث شبه يومية، خاصة على الطرق السريعة مثل أسيوط الصحراوي، محور الضبعة، وطريق أبو سمبل، وهو ما يثير تساؤلات حول أسباب استمرار هذه الكوارث، ما بين العنصر البشري، وضعف الرقابة المرورية، وسوء الالتزام بإجراءات الأمان.