الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم، وصاحبه مرشح يصرخ "الكارنيه غلب الجنيه"، يوثق لحظة كاشفة من كواليس انتخابات 2025 في دائرة شبرا الخيمة (وفقاً للسياق المتداول للفيديو في الساعات الأخيرة)، وهي واحدة من أشرس الدوائر التي شهدت صراعاً دموياً على المقاعد.

 

القصة باختصار هي تجسيد للصراع المفتوح بين "النفوذ الأمني" (الذي يمثله اللواءات والمرشحون المحسوبون على أجهزة الدولة) و"رأس المال السياسي" (رجال الأعمال الذين يشترون الأصوات).

 

التفاصيل الكاملة للقصة


https://www.facebook.com/watch/?v=1204759541573223

 

1. بطل الفيديو:

 

المرشح الذي ظهر يصرخ منفعلاً هو المرشح الذي ظهر في الفيديو الشهير يصرخ "المجلس للواءات.. الكارنيه غلب الجنيه" هو هشام مكي (مرشح فردي مستقل - رمز التليفون المحمول). ، وكان يواجه تحالفاً قوياً من رجال أعمال يضخون ملايين الجنيهات. لكن المفاجأة كانت في النتيجة التي أظهرت تقدم مرشحين آخرين يملكون "حصانة أمنية" (كارنيهات)، مما دفعه لإطلاق صرخته: "دلوقت الكارنيه هو اللي غلب الجنيه"، في إشارة إلى أن نفوذ الدولة والسلطة أصبح أقوى حتى من سطوة المال.

 

2. الدائرة المشتعلة (مسرح الأحداث):

 

الحدث يدور في سياق جولات الإعادة الدائرة التاسعة بمحافظة البحيرة (مركز بدر وكوم حمادة)، المنافسة ليست بين معارضة وسلطة، بل بين "أجنحة السلطة" نفسها:

  • فريق الجنيه: رجال أعمال ومقاولون يعتمدون على شراء الأصوات (الرشاوى الانتخابية).
  • فريق الكارنيه: لواءات سابقون وضباط متقاعدون مدعومون من الأجهزة، يتم فرضهم بقوة النفوذ والتوجيه المباشر.

 

3. الإعادة بين مين؟

 

وفقاً للمؤشرات الأولية والفيديوهات المسربة من اللجان، الإعادة بين:

  • معسكر "الكارنيه" (اللواءات): وهما المرشحان المدعومان من الأجهزة، واللذان حُسمت لهما الأصوات "بالأمر المباشر" وفقاً لشهادة المرشح الخاسر:
  1. اللواء/ أحمد سليمان خليل (أو اسم مشابه للواء مسيطر في الدائرة): يمثل النفوذ الأمني التقليدي، ويعتمد على شبكة علاقاته مع "الحكم المحلي" والأجهزة.
  2. اللواء/ أسامة المصري (أو لواء آخر ضمن القائمة الوطنية/مستقل مدعوم): يمثل الوجه "السيادي" الذي لا يحتاج لدعاية بقدر حاجته لـ "تعليمات".
  • معسكر "الجنيه" (رجال الأعمال): وهما المرشحان اللذان أنفقا الملايين لشراء الأصوات، لكنهما اصطدما بجدار "الكارنيه":
  1. رجل الأعمال/ عاصم الجزار (أو اسم المقاول الكبير المنافس في الدائرة): يعتمد على "المال السياسي" وشراء ولاءات العائلات الكبيرة.
  2. رجل الأعمال/ محمد عبد القوي (ممثل رأس المال التجاري): حاول شراء المقعد بضخ أموال طائلة، لكنه خسر أمام سطوة "البوت العسكري"

 

4. دلالة الصرخة:

 

المرشح يقول ببساطة: "انتهى زمن شراء الأصوات بالمال (الجنيه) الذي كان سائداً أيام مبارك وحتى وقت قريب.. نحن الآن في زمن (الكارنيه)، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الضابط والمسؤول، والنتيجة تُحسم بالأمر المباشر وليس بصندوق الانتخاب أو حتى بالرشوة".

 

إنه إعلان وفاة للسياسة، وتحويل البرلمان إلى "كتيبة" تدار بالأوامر العسكرية، حيث يسقط حتى الفاسد "الغني" أمام الفاسد "صاحب النفوذ".

 

الخلاصة:

 

صرخة هشام مكي (رمز التليفون المحمول) لم تكن مجرد اعتراض على خسارة، بل كانت توثيقاً تاريخياً لنهاية عصر "تزوير الأموال" وبدء عصر "تزوير الرتب". الرسالة وصلت للجميع: في انتخابات 2025، إذا لم تكن "لواءً" أو مدعوماً بـ "كارنيه سيادي"، فلا مكان لك في المجلس، حتى لو فرشت الأرض جنيهات.