قال مسؤول حكومي إثيوبي رفيع المستوى، إن التصريحات الأخيرة للمسؤولين المصريين بشأن حقوق مياه النيل "يعكس عقلية عفا عليها الزمن تعود إلى الحقبة الاستعمارية ولا تتماشى مع المصالح الوطنية الحديثة".

 

تصريحات بيكيلا هوريسا، وهو شخصية سياسية بارزة ومتخصص في الحوكمة، جاءت ردًا على تعليقات وزير الخارجية بدر عبدالعاطي الأخيرة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بشأن المفاوضات التي استمرت 13 عاماً حول سد النهضة الإثيوبي، حيث اتهم إثيوبيا باستخدام المفاوضات لتعزيز سياسات أحادية الجانب.

 

نهج عفا عليه الزمن

 

ورد بيكيلا الذي يشغل منصب المنسق الوزاري لمركز بناء النظام الديمقراطي في مكتب رئيس الوزراء، بأن هذه التصريحات تعكس نهجًا عفا عليه الزمن متجذرًا في الإصرار على المزاعم التاريخية واحتكار مياه النيل.

 

واعتبر أن مثل هذا الخطاب يسيء تمثيل مصالح مصر، ويخاطر بتصعيد التوترات مع الدول المجاورة، ويقوض الجهود المبذولة للتوصل إلى حل ودي.

 

وقال بيكيلا إن عقلية المطالبة بحقوق حصرية في مياه النيل عقلية خاطئة، لا تخدم مصالح المصريين ولا مصالح المنطقة ككل، وفق ما أورد موقع "فانا" الإثيوبي.

 

وأضاف: "أعتقد أن المسؤول المصري، من خلال تلفظه بهذه الكلمات القاسية، يُظهر ببساطة عجزه عن فهم الواقع العالمي الراهن فيما يتعلق بكيفية تعزيز المصالح الوطنية. لذا، أعتقد جازمًا أنهم غير قادرين على التعبير عن مصالحهم بشكل صحيح، وكذلك على الترويج لها. لأن سرديات الحقبة الاستعمارية لم تعد تجدي نفعًا، وقد ولّى ذلك الزمن، ولن يعود أبدًا...".

 

استراتيجيات غير سلمية

 

كما انتقد وزير الخارجة لاستخدامه ما وصفه باستراتيجيات غير سلمية لتعزيز مصالح مصر فيما يتعلق بمياه النيل.

 

وبحسب بيكيلا، فإن "هذه الإجراءات تشمل تجنيد وتدريب وتسليح ونشر جماعات وكيلة ضعيفة ومجزأة لزعزعة استقرار إثيوبيا، بالإضافة إلى الحفاظ على موقف عدائي تجاه البلاد"، حسبما أفادت وسيلة إعلامية محلية تابعة لعموم أفريقيا.

 

وأكدت أديس أبابا مرارًا وتكرارًا أن هذه الإجراءات تزيد من حدة التوترات وتقوض الاستقرار الإقليمي.

 

وباعتبارها المساهم الرئيس في مياه النيل، تُكثّف إثيوبيا مساعيها لتأمين منفذ بحري. في الوقت الذي يتهم فيه مسؤولون إثيوبيون مصر بأنها تحاول عرقلة حقوق إثيوبيا، في تكرار لجهودها السابقة لتقييد استخدام إثيوبيا لمياه نهر النيل.

 

منفذ لإثيوبيا على البحر الأحمر

 

وردًا على سؤال حول سعي إثيوبيا للحصول على منفذ في البحر الأحمر، وصف بيكيلا ذلك بأنه مطلب مشروع قائم على المبادئ يهدف إلى استصلاح الأراضي، مشيرًا إلى أن إثيوبيا تسعى إلى اتباع السبل الدبلوماسية والسلمية لتحقيق أهدافها.

 

وأعرب عن ثقته بأن المجتمع الدولي سيتفهم موقف إثيوبيا، قائلاً: "أعتقد بشدة أنهم سيعترفون تدريجيًا بمطلب إثيوبيا المتواضع والمشروع بالوصول إلى البحر".

 

وتسعى إثيوبيا الدولة الحبيسة إلى الحصول على منفذ لها على البحر الأحمر. وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في 2023 إن الوصول إلى البحر الأحمر مسألة وجودية بالنسبة لبلاده. لكن إريتريا رفضت تصريحاته وقتها.


ووصف وزير الخارجية المصري مساعي إثيوبيا للحصول على منفذ بحري بأنها مسعى "غير مشروع" يهدد سيادة الدول المطلة على البحر الأحمر. 


وقال إن الأزمات الإقليمية، من هجمات الحوثيين على سفن الشحن إلى الحرب الأهلية في السودان ونشاط حركة الشباب المستمر، تتطلب تدخلاً مصرياً أكثر حزمًا. 

 

ووصف القرن الأفريقي بأنه امتداد استراتيجي للأمن القومي المصري، مستشهدًا بالروابط التاريخية وحوض النيل والأهمية البالغة للبحر الأحمر. 


https://www.fanamc.com/english/senior-ethiopian-govt-official-accuses-egypt-of-clinging-to-defunct-colonial-claims-on-abbay-river/