لقى 7 أشخاص مصرعهم في حادث انقلاب مروع لسيارة سوزوكي على الطريق الإقليمي القادم من أكتوبر إلى طريق الواحات، ليضيفوا إلى قائمة ضحايا سياسات الحكومة الفاشلة في صيانة البنية التحتية وضمان سلامة المواطنين.

 

ورغم تكرار مثل هذه الكوارث بشكل دوري، لا تزال سلطات الانقلاب تتجاهل الأزمة الحقيقية وتكتفي ببيانات رسمية باردة لا تحمل أي مسؤولية.

 

تفاصيل الحادث المروع وإخفاقات الإنقاذ

 

تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة إخطاراً يفيد بوقوع الحادث، وعلى الفور توجهت سيارات الإسعاف والإطفاء إلى الموقع. لكن شهود عيان أكدوا أن الاستجابة كانت بطيئة وغير كافية، حيث وصلت فرق الإنقاذ بعد فوات الأوان بالنسبة لمعظم الضحايا.

 

تبين أن السيارة انقلبت عدة مرات قبل أن تشتعل النيران فيها، مما أدى إلى مصرع 7 أشخاص على الفور وإصابة آخرين بجروح خطيرة. وجرى نقل الجثامين إلى ثلاجة حفظ الموتى والمصابين إلى المستشفى، لكن أهالي الضحايا يتساءلون: لماذا لا تتوفر إجراءات وقائية تمنع وقوع مثل هذه الحوادث من الأساس؟

 

طريق الموت: بنية تحتية مهملة منذ سنوات

 

يعتبر طريق الواحات من أخطر الطرق في مصر، حيث يشهد حوادث مميتة بشكل شبه أسبوعي. رغم ذلك، لم تقدم حكومة الانقلاب أي خطة حقيقية لتطويره أو صيانته. الحفر والتشققات تملأ الطريق، وإنارة ضعيفة وعلامات مرورية مهترئة، فيما تغيب تماماً دوريات المرور التي يفترض أن تراقب السرعات المرتفعة.

 

الميزانيات الضخمة التي تعلن عنها الحكومة للبنية التحتية تختفي في جيوب المقربين، بينما يدفع المواطنون البسطاء حياتهم ثمناً لهذا الفساد المستشري. وبدلاً من إصلاح الطرق، تنفق الدولة مليارات على مشاريع تباهٍ لا تخدم إلا صورة النظام الدعائية.

 

أولويات الحكومة: القمع بدلاً من الإنقاذ

 

في الوقت الذي تغرق فيه الطرق المصرية بالدماء، تستمر حكومة الانقلاب في إنفاق المليارات على أجهزة الأمن والقمع السياسي. تتجاهل الحكومة المطالبات المتكررة بتحسين البنية التحتية وتوفير وسائل النقل الآمنة، لأن أولويتها الوحيدة هي البقاء في السلطة.

 

لا يوجد مسؤول واحد أقيل أو حوكم بسبب إهماله الذي أدى إلى وفاة مواطنين، بينما يُسجن الصحفيون والناشطون الذين يحاولون فضح هذا الإهمال. الحادث الأخير ليس مجرد صدفة، بل هو نتيجة طبيعية لسياسة متعمدة تضع حياة المواطنين في آخر قائمة اهتمامات النظام.