يشكل غرق السفن الحربية حدثًا فارقًا، فهي علامة من علامات قوة الدولة واستعداداتها العسكرية، ولطالما تفاخرت الدول بأساطيلها الحربية وسفنها العسكرية وأسلحتها المبتكرة على مر القرن الأخير.
وأوردت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية بعضًا من أسوأ الحوادث التي تعرضت لها الأساطيل الحربية خلال القرن العشرين، بعد غرق الطراد الروسي "موسكفا" في البحر الأسود، ونستعرض أهم هذه السفن في التقرير التالي.
السفينة موتسو
السفينة الثانية من فئة البوارج الحربية "ناجاتو"، وكانت واحدة من أفضل السفن الحربية في العالم عندما دخلت الخدمة في بداية عشرينيات القرن الماضي.
تميزت هذه البارجة بسرعتها الكبيرة وتسليحها القوي فقد زودت بـ8 مدافع عيار 16 بوصة، وكانت تضاهي أحدث السفن الحربية التي تم بناؤها في العالم خلال الفترة بين نهاية الحرب العالمية الأولى 1918.
وأدت عمليات إعادة البناء المتتالية إلى ارتقاء موتسو اليابانية إلى المعايير الحديثة مع بداية الحرب العالمية الثانية، وأظهرت أداء قويا في العديد من المعارك.
في 8 يونيو 1943، وقع انفجار في موتسو خلال رسوها، ما أدى إلى انشطار السفينة إلى نصفين. ولقي أكثر من 1100 من أفراد طاقمها حتفهم في الانفجار والغرق الذي أعقبه.
وأشارت التحقيقات التي أجراها الأسطول الإمبراطوري الياباني أن الحادث نتج عن عمل انتحاري لأحد أفراد الطاقم، لكن لم يتم الكشف عن ذلك إلا بعد نهاية الحرب.
السفينة ليوناردو دا فينشي
لم تشارك السفينة ليوناردو دا فينشي في أي حروب حتى غرقت في حادث عام 1916، نتيجة انفجار أثناء عملية تحميل الذخائر. وتسبب الانفجار في انقلاب السفينة وغرقها ومعها طاقمها المكون من 248 بحارا.
كانت فكرة الانفجار العرضي أكثر إحراجًا من عمل عدائي، ولذا سارع الإيطاليون لإلقاء اللوم رسميًا على بحرية الإمبراطورية النمساوية المجرية، على الرغم من عدم ظهور أي دليل جاد لإثبات هذا الادعاء بشكل قاطع.
كونتي دي كافور
السفينة الثالثة من فئة السفن الحربية "كونتي دي كافور" ودخلت الخدمة في البحرية الإيطالية عام 1914، وزودت بـ10 مدافع عيار 12 بوصة، لكن سرعتها لم تكن تتجاوز 21 عقدة (نحو 38 كم/ الساعة).
السفينة فرنسا
هي السفينة الرابعة من فئة السفن الحربية "كوربيت"، وهي المحاولة الأولى للبحرية الفرنسية في إنتاج البوارج المدرعة.
وكانت السفينة تحمل 12 مدفعا 12 بوصة في 6 أبراج مزدوجة، وبلغ وزن السفينة 25 ألف طن وسرعتها 21 عقدة (نحو 38 كم/الساعة).
وجرى اختبار السفينة في عام 1914، وحملت الرئيس الفرنسي في زيارة إلى مدينة سان بطرسبرج الروسية، وقامت ببعض المهام في البحر المتوسط خلال الحرب العالمية الأولى ثم تحولت إلى البحر الأسود، قبل أن تعود إلى فرنسا عام 1919.
وفي فبراير عام 1922، تحطمت تلك السفينة وغرقت بعد اصطدامها بكتلة صخرية تحت المياه في خليج كيبرو، على الساحل الجنوبي لبريطانيا، لكن طاقمها لم يفقد سوى 3 من أفراده.
إتش إم إس فانغارد الأمريكية
واحدة من البوارج الحربية المدرعة، من فئة سان فنسنت، وكانت تشبه فئة السفن الحربية البريطانية "دريدنوت".
ودخلت السفينة، الخدمة في القوات الأمريكية عام 1910، بحجم إزاحة بلغ 20 ألف طن، وسرعة 21 عقدة (نحو 38 كم/ الساعة).
وزودت السفينة بـ10 مدافع ثقيلة 12 بوصة على 5 أبراج مزدوجة، وفي عام 1917، تعرضت تلك السفينة لانفجار، لم ينج منه سوى 3 من طاقمها، وكشفت التحقيقات في وقت لاحق أن الانفجار كان نتيجة حريق داخل السفينة.
السفينة نوفوروسيسك
بدأت البارجة السوفيتية نوفوروسيسك مهمتها كسفينة حربية إيطالية، حاملة اسم جوليو سيزار (السفينة الشقيقة ليوناردو دافنشي).
ونجت جوليو سيزار خلال الحرب العالمية الأولى وتم تعديلها بشكل كبير خلال فترة ما بين الحربين، حيث تلقت تسليحا واسعا بشكل ملحوظ.
وشاركت في مجموعة متنوعة من الأعمال في البحر الأبيض المتوسط خلال الحرب العالمية الثانية، قبل الاستسلام في النهاية للحلفاء في مالطا. وتم نقلها إلى الاتحاد السوفيتي في عام 1948، وضمها إلى أسطول البحر الأسود
واستخدمت نوفوروسيسك في عمليات التدريب بعد نقلها للسوفيت. وغرقت السفينة عندما تسبب لغم غير مكتشف في الميناء تحت بدنها في انفجارها.
وكثرت الشائعات بأن رجال الضفادع الإيطاليين دمروا السفينة انتقاما لنقلها للسوفيت، لكن لم يظهر أي دليل على الإطلاق.
الجنرال بيلجرانو
قامت غواصة بريطانية بإغراق السفينة الحربية الأرجنتينية الجنرال بيلجرانو التي يبلغ طولها 180 مترا، في 2 مايو 1982،
المدمرة البريطانية شيفلد
رد الطيران الأرجنتيني بالرد بإغراق المدمرة البريطانية شيفلد يوم 10 مايو من السنة نفسها خلال المواجهات بين البلدين.
السفينة الحربية فاسا
زودت هذه السفينة بما يعادل 64 مدفعًا، ووصفت حينها بفخر الصناعة الحربية السويدية ولقبت بأقوى سفينة حربية بأوروبا.
لكن السفينة "فاسا" كان تعاني من عيب قاتل، فأثناء تفقد رسمي للسفينة اكتشف المهندسون ثقل وزن الجزء العلوي من هيكل السفينة بسبب احتوائه على عدد كبير من المدافع الثقيلة والزينة الخشبية، ما هدد توازن السفينة وجعلها غير مستقرة.
وفي يوم 10 أغسطس 1628، غادرت السفينة الحربية "فاسا" الميناء، لتواجه بعد بضعة دقائق مشاكل بسبب الرياح القوية، حيث غمرت مياه البحر فتحات المدافع السفلية لتفقد بذلك السفينة توازنها وتغرق نحو القاع على بعد 120 مترًا فقط من اليابسة وسط ذهول الجماهير وسفراء الدول الأجنبية الذين حلوا بالمكان لأغراض تجسسية.
يو إس إس أريزونا ويو إس إس أوكلاهوما
غرقت البارجتان الحربيتان يو إس إس أريزونا ويو إس إس أوكلاهوما في الهجوم الياباني على ميناء بيرل هاربور 1941.
وانفجرت أريزونا وغرقت بعد انفجار قنبلة في مخزن الذخيرة، مما أسفر عن مقتل 1177 فردًا من ضباطها وطاقمها، وغرقت أوكلاهوما أيضًا بعدة طوربيدات وقتل 429 من أفراد الطاقم.
يو إس إس كاليفورنيا
فقدت السفينة يو إس إس كاليفورنيا 100 من أفراد طاقمها في هجوم بيرل هاربور في 1941، وغرقت في الميناء
يو إس إس ويست فيرجينيا
غرقت السفينة يو إس إس وست فرجينيا بواسطة ستة طوربيدات وقنبلتين خلال الهجوم على بيرل هاربور، ولكن في مايو 1942، تم انتشالها من قاع البحر عن طريق تصريف المياه من بدنها.
وكان الطراد موسكفا الروسي قد تعرض لأحد الصواريخ الأوكرانية ما أدى إلى انفجاره ومن ثم غرقه في البحر الأسود. وكان عدد أفراد طاقم السفينة يبلغ حوالي 500 فرد، بينما يبلغ وزنها 12500 طن، وفقًا لـ”يورو نيوز”.
وبدأ تشغيل الطراد موسكفا في عام 1983 تحت اسم "سلافا" أي المجد باللغة الروسية.
والسفينة التي تم البدء بتصنيعها عام 1976 بمصنع بناء السفن في نيقولاييف، تعد بالأساس نسخة بحرية عن منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى "إس-300"، وهي مسلحة بصواريخ مضادة للسفن من طراز “فولكان” يصل مداها إلى 700 كيلومتر على الأقل، وقذائف مضادة للغواصات والطوربيدات، إضافة إلى مضادات الصواريخ الجوية، كما كانت مسلحة بستة عشر صاروخ كروز مضاد للسفن.
وفي أبريل 2021، نقلت الوكالة عن أميرال روسي متقاعد قوله إن “هذه أخطر سفينة في البحر الأسود”.