أكد مقال رأي نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن القول بأن الأسوأ قادم ليس من قبيل الافتراض، ولكنه واضح وتعلنه تصريحات قادة "إسرائيل" السياسيين، والذين لم يبذلوا أي جهد لإخفاء نواياهم، وبالتالي لم يتركوا لمشجعيهم أي جهل يزعمونه"، وذلك عما يحدث في غزة من مجازر بحسب الكاتب أوين جونز.
ونسب إلى أحد مسؤولي جيش الإحتلال الصهيوني (وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات) قوله: "ستتحول غزة في نهاية المطاف إلى مدينة الخيام.. لن يكون هناك أي مبان". مضيفا : سنعمل على تدمير حماس "حتى لو استغرق الأمر عاما".
واستعرض المقال كيفية الدعم الذي تجده الرواية الصهيونية الإعلامية والسياسية فتحدث عن كير ستارمر (زعيم حزب العمال البريطاني) أحد المؤيدين البارزين في اللجنة التنفيذية الوطنية لحزب العمال حيث قال: "إن إسرائيل لم تنتهك القانون الدولي لأن أفعالها كانت "متناسبة".!
وأحال كاتب المقال "ستارمر" إلى تصريح (المدعي العام السابق في إسرائيل) الذي أعلن أنه لتدمير حماس "عليك تدمير غزة؛ فكل شيء في غزة وكل مبنى تقريبا، هو معقل حماس".
كما أحاله المقال إلى دليل آخر على الوحشية والنية المبيتة للإبادة، فقال اوين جونز إن "إسرائيل" تٌسقط منشورات على شمال غزة تحذر من أن المدنيين الذين يبقون هناك يمكن اعتبارهم "شركاء في منظمة إرهابية".
وعلق، "إذا نحينا جانبا حقيقة أن جنوب غزة نفسه يتعرض للقصف، خلافا للادعاءات الإسرائيلية بأنه منطقة آمنة، وأن الكثيرين غير قادرين على الفرار، وخاصة الجرحى، فإن هذا يشكل اعترافا علنيا بما قد يرقى إلى جرائم حرب في المستقبل".
واعتبر جونز أن أمثال ستارمر متواطئون وعليهم الحذر من المستقبل فأشار إلى أنه مع تصاعد الفظائع، فإن "المزاج العام سيكون مزيجا من الرعب والغضب تجاه أولئك المتواطئين في واحدة من الجرائم الكبرى في عصرنا".
وأكد أن الدلائل تشير إلى أن جيش الإحتلال الصهيوني يتجه نحو ارتكاب "فظائع" في قطاع غزة، ومن ثم لا يمكن لمَن يدعمون هذه الحرب في الغرب أن يبحثوا حينها عن "أعذار" ويزعمون أنهم كانوا يجهلون ما سيحدث، تماما كما حاول آخرون بعد الغزو الأمريكي- البريطاني للعراق في 2003.
المقال استعرض كيف أن القطاع الفلسطيني مكتظ بالسكان، إذ يعيش فيه نحو 2.3 مليون نسمة على مساحة 365 كليو متر مربع، وهم يعانون من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.
ومنذ 7 أكتوبر الجاري، قتل قصف جيش الاحتلال على غزة ما يزيد عن 5791 فلسطينيا، بينهم 2360 طفلا و1292 سيدة وفتاة، و295 مسنا، بالإضافة إلى 1550 شهيدا مفقودا تحت الأنقاض، فيما أصيب 16297 شخصا، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
وقتلت "حماس" أكثر من 1400 "إسرائيلي" وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية.
وأسرت حماس ما لا يقل عن 206 إسرائيليا، بينهم عسكريين برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.

