مع ما وثقته وسائل الإعلام العالمية الحاضرة بقوة في قمة مجموعة السبع بإيطاليا اللقاء الذي جرى بين محمد بن زايد رئيس الإمارات وعبدالمجيد تبون رئيس الجزائر وقالت وسائل إعلام محلية إنه تبون وجه عبارات حادة ضمن حديث غير ودي مع بن زايد الذي حاول بكل الطرق التقرب من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي كان يبدو عليه الغضب وهو يوجه كلاما قاسيا لمحمد بن زايد. 

نشرت صحيفة "الخبر" الجزائرية واسعة التداول محليا إتهاما لسفير الإمارات بالجزائر بتخريب العلاقات بين البلدين وتقول إنه شخص غير مرغوب فيه.

وقال محللون إن الصحيفة لا تتكلم إلا بإيعاز من النظام الذي يبدو أنه لا يمتلك الشجاعة في استدعاء السفير وإمهاله مدة لمغادرة الجزائر. 

وأضاف المحللون أنه في حال استفسار الإمارات عن هذه الاتهامات الخطيرة سيردون عليها بالقول انه كلام صحف فقط، في حين أن تصديق هذا النمط يحتاج بحسب المحلليين إلى صحافة حرة وإعلام مستقل وهو ما ينفيه الكثيرون.

وكشف محللون أن نظام الحكم يختبىء وراء صحفه لتمرير رسائله، وأن مثل هذه التلميحات تكون بإيعاز من سلطة العسكر التي تدير الجزائر.


تبون ومحمد بن زايد

الإعلامي الجزائري أحمد حفصي وعبر @ahafsidz تناول الحديث غير الودي والعبارات قاسية بين الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ومحمد بن زايد.

وأشار إلى لقاء تبون وبن زايد هو أول لقاء بين الرجلين منذ آخر انذار وجهه المجلس الأعلى للأمن في الجزائر لدولة الإمارات التي تلعب بالنار في شمال أفريقيا والساحل وتهدد بمناوراتها امن واستقرار الجزائر.

وكان المجلس الأعلى للأمن، المنعقد شهر يونيو 2024 برئاسة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أبدى أسفه من التصرفات العدائية لبلد عربي تجاه الجزائر. (الإمارات).

وجاء في بيان رئاسة الجمهورية أنذاك "ترأس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن، خُصّص لدراسة الوضع العام في البلاد، والحالة الأمنية المرتبطة بدول الجوار والساحل".

وأضاف ذات البيان “في هذا الصدد أبدى المجلس الأعلى للأمن أسفه للتصرفات العدائية المسجلة ضد الجزائر، من طرف بلد عربي شقيق، لم يذكره وإنما لمح الإعلام المحلي لمحمد بن زايد والإمارات..

ونفى شوقي بن زهرة @ChawkiBenzehra أن يكون وجه تبون عبارات قاسية لبن زايد، وإنما علق أنه ظهر "صاغرا منبطحا وبابتسامة عريضة.. هكذا ظهر الرئيس الجزائري المعين عبد المجيد تبون أمام محمد بن زايد على عكس الخطابات "الصبيانية" التي كان يطلقها تبون عن بعد والتي لا تمت لصلة بممارسات بلد يحترم نفسه.

وأضاف أنه "للتذكير أن النظام الجزائري هاجم الإمارات دون ذكرها بالاسم ولو لمرة واحدة في خطابات موجهة للاستهلاك الداخلي مسيئة لبلدنا الجزائر لكن في الواقع بالعبارة الشعبية البسيطة "الريح في الشبك".


لماذا الهجوم مجددا؟!

يشار إلى أن محمد بن زايد هاتف تبون وهنأه فيها بمناسبة انتخابه لولاية ثانية ولكن صحيفة "الخبر" الجزائرية شنت هجومها الكاسح على الإمارات وجددت اتهامها لها بالتآمر ضد الجزائر، ووصفت سفيرها بأنه "شخص غير مرغوب فيها".

المحلل السياسي الجزائري الوليد كبير @oualido قال إن "تبون ونظامه كانوا على وئام مع الإمارات وهم يعلمون جيدا قوة علاقاتها مع المغرب وعلاقة رئيسها الشيخ محمد بن زايد الوطيدة مع ملك المغرب محمد السادس".

وأضاف "هم يعلمون جيدا موقف الإمارات الثابت من ملف الصحراء المغربية .. وبالتالي فمبرر خلافهم مع الإمارات الذي مرده قوة علاقاتها مع المغرب ودعمها له واهي وليس مؤسس!".

ورأى أن "حديثه عن دور مال الامارات في دول الجوار فهو كذلك مبرر واهي وغير مؤسس لان تلك الدول هي ذات سيادة ومن حقها اقامة تعاون مع الإمارات او غيرها وهذا ليس فيه اي تهديد او خطر على الامن القومي للبلاد". 

وأردف، أن "مشكلة النظام مع الامارات في حقيقة الامر ليس توجسه من علاقاتها مع دول الجوار كما ادعى تبون بل هي محصورة في نقطتين أساسيتين:

أولها: يتمثل في سعي العصابة الى وضع يدها على تلك الاموال المودعة في بنوك الإمارات والتي تعود للراحل عبد العزيز بوتفليقة والمقدرة بـ300 مليون دولار! 

قد يستغرب البعض من كلامي بالنظر إلى قيمة الثروة التي يريد النظام الاستحواذ عليها لكن عندما يحكم الجزائر اشخاص يمارسون الحكم بمنطق العصابة فالأمر عادي بالنسبة لهم 

عصابة العسكر طلبت من الإمارات تسليمها تلك الثروة حتى يتم توظيفها في اطار ما تسميه "استرجاع الأموال المنهوبة"لكن طلبها تم رفضه بالنظر إلى طريقة تقديمه غير القانوني 

العصابة ارادت مصادرة ثروة الراحل بوتفليقة المتواجدة بالامارات لتتقاسمها فيما بينها  وكي تظهر في نفس الوقت امام الرأي العام الوطني انها نجحت في الوفاء بالوعد الذي أطلقه تبون قبل وصوله قصر المرادية على ظهر الدبابة في 12/12/2019 

تبون قال انه توجد عشرات المليارات من الدولارات التي تم تهريبها نحو الخارج ووعد باسترجاعها لكنه لم يفي بوعده!

وأضاف، العصابة الحاكمة حاليا لم تصادر ولا سنيتم واحد من تلك الاموال المتواجدة في الخارج ولو كان الأمر كذلك لكان عليها ان تطلعنا عن الاحكام القضائية الصادرة في تلك البلدان بحق تلك الاموال المنقولة وغير المنقولة التي تم استرجاعها على حد زعمها 

وأشار إلى أن عدم تجاوب الامارات مع مطلب العصابة جعلها تحرك الاعلام ضد البلد العربي الشقيق الذي ضخ استثمارات ضخمة فاقت 15 مليار دولار خلال عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، بحسب كبير.

النقطة الثانية:
أما ثاني نقطة: وراء افتعال الأزمة مع الإمارات متعلق بصراع الاجنحة داخل النظام فهو برأيه "الجناح الرافض لاستمرار تبون كواجهة يدفعه الى التصعيد تجاه أبوظبي حد القطيعة ومن ثمة عزل الجزائر بالنظر إلى تبعات اتخاذ ذلك القرار  على مستوى العلاقات مع قوى دولية ومع باقي دول الخليج وعلى وضع الجالية الجزائرية المقيمة هناك".


وقال وليد كبير إن "تبعات القطيعة مع الإمارات ستدفع النظام في آخر المطاف إلى تغيير واجهته الحالية ومن ثمة تحسين علاقات البلاد مع الدول التي دخلت معها في خصومة ومن ثمة تمكن الجناح الذي ورط تبون وجماعته في السيطرة على دواليب الحكم".