أسبوعان مرا بعد إقالة ظل رئيس المخابرات عباس كامل في الشركة المتحدة للإعلام، المقدم أحمد شعبان، وأبرز من نفذ تعليماته، وهو ما ظهر أوليا بتعليقات رؤساء قنوات المتحدة والفنانات اللواتي أبدين حزنهن على رحيل شعبان وتغييره الذي تبع إقالة رئيسه الرجل القوي في مكتب عبدالفتاح السيسي ل11 سنة.
ووصف أحمد الطاهري، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، على "فيسبوك"، شعبان بـ"الأخ والصديق، مضيفا "رحلة عظيمة من النجاحات والتحديات".
شافكي المنيري زوجة الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم والمذيعة بماسبيرو وصفت "شعبان"، بـ"الإنسانية والثقافة والوطنية" وترحمت على مغادرته.
ويبدو أن هذا السماح بالتعليقات من المستوى الرفيع من مثل هؤلاء في تغيير "الرقيب" أو القصاص والذي يفترض أنه "غير معروف علنا" بحسب النمط الناصري، أو الأجهزة التي تدير يعني أمرين؛ أن إدارة الأجهزة الأمنية للإعلام لم تعد بحاجة للمداراة أو الإخفاء، أو أن أحمد شعبان مرشح لدور جديد أعلى من دوره السابق في "المتحدة" شركة المخابرات في الإعلام، وأن التزلف من مثل هؤلاء ليس له تفسير آخر.
رجل "السامسونج"
تاريخ شعبان في مجال الإعلام يمتد إلى عمله بجهاز الاستخبارات الحربية، حيث انضم إلى فريق عباس كامل في مكتب وزير الدفاع.
إمبراطورية "المتحدة" الإعلامية ويمثلها 44 مؤسسة صحفية وإعلامية، منها "اليوم السابع"، و"الوطن"، و"الدستور"، و"الأسبوع"، وفضائيات كـ"dmc" و"الحياة"، و"cbc"، و"إكسترا نيوز"، و"on"، و"on time sports"، و"القرآن الكريم"، و"الناس"، وراديو "النيل"، و"90 90"، و"ميجا إف إم"، وغيرها، بجانب شركات الإنتاج الفني والإعلانات "سينرجي"، و"ميديا هب"، و"pod"، وتطبيق "Watch it"، وشركتي التسويق الرياضي "برزنتيشن"، و"استادات".
المراقبون يرون أنها مواقع وصحف وفضائيات موجودة بالفعل وتعمل، أما الفارق مع الأجهزة أن وضع العسكر رقيبا هو: الضابط المقدم أحمد شعبان (40-45 عاما) والذي يبدو أن محاولته الارتقاء بنفسه بالحصول على دركة علمية "الماجستير" في العلوم السياسية برسالة عن "تأثير اكتشافات الغاز في الشرق الأوسط"!
وزير إعلام الظل
ولشعبان مستندا لقرب عباس من السيسي أن استطاع تجييش أذرع الإعلام دون استثناء ضد وزير إعلام العسكر أسامة هيكل وهو يقوم بدوره في الظل رقيبا لا يريد أن يظل دوره مخفيا محاولا الاستحواذ على إنجازات ينافسه فيها هيكل الصحفي السابق بجريدة الوفد وناصر الإنقلاب بقوة إلا أنه أقيل في النهاية فأظهر الحدث أنياب أحمد شعبان.
وأكد شعبان ذلك بعد الإطاحة بالمتحدث العسكري الأسبق العميد محمد سمير، من العمل في المجال الإعلامي، هو وزوجته السابقة المذيعة إيمان أبوطالب، ما دفع سمير لانتقاد أدوار شعبان، عبر مقال بموقع "فيتو"، 31 يوليو 2018، بعنوان: "النموذج الأفشل"، منتقدا إدارة شعبان واصفا حال الإعلام المصري بأنه أصبح "أكبر صفر".
مذيعة فضائية "إكسترا نيوز" كشفت في يونيو 2019 سيطرة شعبان على الإعلام والصحف وتوجيهها، وقرأت خبر وفاة الرئيس الشهيد محمد مرسي، "مرسل من جهاز سامسونج".
إلا أنه جاذب للنساء كما العقيد أحمد أول متحدث إعلامي والذي عين بسفارة فرنسا، فالصحفية دعاء خليفة، في سبتمبر 2020، تحدثت عن ابتزاز جنسي لها من أحمد شعبان، ما تبعه اعتقالها وإخفائها قسريا.
ووُجهت لشعبان وفريقه ممارساته الابتزاز والضغط على الصحفيين له ولمساعده النقيب أشرف الخولي، محاولات الانتقام من شخصيات تنتقد النظام ولقب "بالعقيد صفوت الشريف"، وهو مثيله مخابراتي بلباس مدني.
توابع إقالة عباس
وأطاح العسكري السيسي زعيم الانقلاب برئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل بعد سنوات ليس من التعاون بل من الشراكة التامة؛ وقرر السيسي تعيين اللواء حسن محمود رشاد رئيسا للمخابرات العامة وتعيين عباس كامل مستشارا لرئيس الجمهورية ومنسقا عاما للأجهزة الأمنية والمبعوث الخاص لرئيس الجمهورية.
وكانت آخر أنشطة عباس كامل لقاءه مع رئيس الشاباك رونين بارك في اجتماع سري كشف عنه موقع اكسيوس الأمريكي.
وأقيل عباس كامل في اليوم التالي مباشرة لزيارة لم تمتد سوى لسويعات قليلة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استقبله فيها السيسي وودعه وداعا حارا على غير عادته وتاهت أسباب الزيارة بين أهداف إقليمية ومحلية إلا أنه يبدو أنها ليست للامرين حيث قضى بن سلمان مهتمه ومضى وهو ما سيتضح أثره في قرارات مماثلة!
وفضحت الصحف الامريكية تورط عباس كامل في قضية الفساد المنظورة أمام المحاكم الأمريكيه ضد جهاز المخابرات العامة المصرية و شركاته في أمريكا بقضية اللحوم ورشوة النائب بمجلس الشيوخ "بوب منينديز".