في مشهدٍ مؤثر وملحمي، تفاعل آلاف المصريين مع دعوة أطلقها الناشط الحقوقي هيثم غنيم على صفحته الشخصية على منصة فيسبوك.
طلب غنيم من عائلات المختفين قسرياً نشر أسماء وصور ذويهم، وتقديم تفاصيل دقيقة عنهم، كجزء من محاولة لتسليط الضوء على هذه القضية التي ما زالت تؤرق المجتمع المصري.

واستجابة لهذه الدعوة، شاركت الأسر بقصص مريرة عن اختفاء أحبائهم الذين تم احتجازهم تعسفياً من قِبَل أجهزة الأمن دون أي تحقيق رسمي أو محاكمة، تضمنت المنشورات توثيقاً لتواريخ الاعتقال وأماكنه، بالإضافة إلى أسماء وصور المختفين.
 

قصص حية تُشعل الوجدان
   من بين الأسماء التي نشرتها الأسر، كان الطبيب والبرلماني السابق مصطفى النجار، الذي اختفى في مدينة أسوان بتاريخ 28 سبتمبر 2018.
كما تضمنت القائمة اسم عبد الله صادق من محافظة المنيا، الذي اختفى بتاريخ 20 نوفمبر 2017، ومحمود راتب من مصر الجديدة، الذي فُقد في 13 أكتوبر 2019 أثناء عودته من عمله.

وتتسع القائمة لتشمل أسماء شابة مثل محمود عبد اللطيف، طالب بكلية دار العلوم، الذي اختفى منذ 11 أغسطس 2018، وعمر أمين من مدينة السادس من أكتوبر، المفقود منذ 7 يونيو 2019، وفي مشهد يثير الأسى، تضمنت القائمة أيضاً عمر حماد، طالب الهندسة بجامعة الأزهر، الذي اختفى منذ أحداث فض رابعة في 14 أغسطس 2013.
 

إحصائيات مرعبة وأرقام تثير القلق
   وفقاً لتقارير منظمة "مفوضية الحقوق والحريات"، وهي منظمة مجتمع مدني مصرية، بلغ عدد حالات الإخفاء القسري الموثقة في مصر نحو 4760 حالة منذ عام 2011 وحتى 2024.
وأشارت المنظمة إلى أن معظم الضحايا تتراوح أعمارهم بين 22 و35 عاماً وقت اعتقالهم.

في السياق ذاته، أطلقت حملة "أوقفوا الاختفاء القسري" دعوات مستمرة لإجلاء مصير المختفين وإنهاء هذه الجريمة البشعة التي لا تزال تُمارَس في مختلف المحافظات المصرية.
 

اعتقال حقوقيين وصمت الجهات الرسمية
   من بين القصص المؤلمة، اعتقال الحقوقي إبراهيم متولي في 10 سبتمبر 2017 بمطار القاهرة الدولي، أثناء توجهه إلى جنيف للإدلاء بشهادته أمام الأمم المتحدة حول حالات الاختفاء القسري، إبراهيم متولي، الذي أسس رابطة أسر المختفين قسرياً بعد اختفاء ابنه، لا يزال قيد الاعتقال حتى اليوم، رغم تدهور حالته الصحية.
 

إخفاء ممنهج وتواطؤ مؤسسي
   أشارت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان في تقرير صدر مؤخراً إلى أن الإخفاء القسري يُمارَس في مصر على نطاق واسع، في ظل صمت الجهات الرقابية والأمنية>
وأوضحت الشبكة أن جهاز الأمن الوطني يُدير مراكز سرية للاحتجاز، مثل مقراته في العباسية بالقاهرة، والشيخ زايد في الجيزة، وأبيس بالإسكندرية، والزقازيق، والفيلا بشبرا الخيمة في محافظة القليوبية، التي تُعد مقابر للأحياء وفقاً لشهادات الناجين.

https://www.facebook.com/Haitham.Ghoniem1/posts/10160959929136134?ref=embed_post