في زاوية مظلمة من صحراء، تصدح صرخات استغاثة من داخل سجن الوادي الجديد، حيث تعاني الأرواح المحبوسة من ظروف قاسية تنتهك كل معايير الإنسانية. هذا السجن، الذي تحول إلى رمز لمعاناة السجناء، يكشف في طياته مآسي تفوق الخيال.

 

الاكتظاظ الشديد داخل الزنازين
تبدأ الرواية بغرف تُسمى "المصفحة"، حيث يُحشر أكثر من 60 فردًا في مساحة لا تتسع لأكثر من خمسة أشخاص، هناك، يضطر البعض إلى النوم بينما يقف الآخرون، في مشهد يعكس غياب أدنى مقومات الكرامة، أما عن "الحمام"، فهو عبارة عن بناء أسمنتي غير صالح للاستخدام، ما يجعل المعتقلين مضطرين لقضاء حاجتهم في ممرات ضيقة أمام أعين الجميع، تحت أنظار مخبرين وضباط السجن.

 

الأمراض والتلوث
تُضاف إلى معاناة الاكتظاظ مشكلات صحية جسيمة، إذ تنتشر كميات هائلة من القمل والبق والبراغيث في الزنازين، ما يجعل الظروف المعيشية داخل السجن بيئة خصبة للأمراض، ولا توجد مستشفى لتقديم الرعاية الصحية للسجناء، ما يزيد من خطورة الوضع، خاصة مع حالات الإهمال الطبي التي أودت بحياة العديد.

 

انتهاكات أخلاقية وجرائم منظمة
الأمر لا يتوقف عند حد الظروف الصحية، بل يمتد إلى غرف تُسمى "غرف السمعة"، التي تجمع السجناء الشواذ جنسيًا لممارسة أفعالهم تحت إشراف إدارة السجن، ووفقًا للشهادات، تتم هذه الانتهاكات بعلم رئيس مباحث السجن المقدم هشام الدسوقي، وبمشاركة رائد يدعى رامي، وتحت توجيهات المقدم أحمد ياسر من جهاز الأمن الوطني، يعاونهم مخبر يدعى عادل، يُوصف بأنه الرأس المدبر لهذه الممارسات.

 

العزلة والتنكيل
الزيارات العائلية التي تُعد بصيص الأمل الوحيد للسجناء، تتحول إلى تجربة مريرة، إذ يُجبر الأهالي على السفر أيامًا لرؤية ذويهم لمدة خمس دقائق فقط، من وراء سلك معدني، بينما يكون السجين معصوب العينين ومكبل اليدين، أما عن الخروج إلى الهواء الطلق أو ممارسة التريض، فهو رفاهية غير موجودة في هذا المكان.

 

الموت البطيء
تحدث السجناء عن الإهانة اليومية التي تطال الجميع، من ضرب وتعذيب وإذلال مستمر، العشرات فقدوا حياتهم نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب، تاركين خلفهم قصصًا حزينة تعكس المأساة التي تعيشها مصر خلف جدران السجون.