في ظل الغلاء الذي يعيشه المصريون، أثار مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع بين رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حالة من القلق والاستياء، حيث أظهر شخصًا يقوم بسلخ حمار وسط مجموعة أخرى من الحمير المقيدة على الأرض حيث بلغ عدد الحمير المسلوخة نحو 15 حمارا.

وفي فيديو قصير لا يتجاوز الدقيقة، يظهر فيه ذبح عدد من الحمير وسط موقع غير معلوم بدقة، انتشر على منصات التواصل، وبدأت الاتهامات تنهال: هل تُباع هذه اللحوم للمواطنين؟ هل هناك فساد في الرقابة؟
https://www.facebook.com/watch/?v=746996957709170

وأشار شخص في الفيديو إلى أن اللحوم تُقدم للمواطنين على موائد الطعام، وهو ما أثار حالة من الذعر، وأدى لتصاعد الغضب العام، خاصة مع صعوبة التحقق اللحظي من صحة أو خطأ هذه الادعاءات.

وتأتي تلك الواقعة ولا تزال فاجعة اكتشاف مقبرة الفيوم التي كانت تضم آلافاً من الهياكل العظمية ولحوم الحمير النافقة عالقة في أذهان المصريين، الذين تندروا على الواقعة رغم ما مثلته من فاجعة، إذ كشفت الأحداث أن لحوم هذه الحمير كانت تورّد للعديد من أفخم المطاعم، ومصانع اللحوم المصنعة، وهي من الوجبات التي يشتهيها غالبية المصريين.

وأيضا منذ عدة أسابيع استيقظ المصريون على فاجعة أخرى أثارها أحد أعضاء مجلس النواب، في طلب إحاطة إلى رئيس الحكومة ، حول واقعة ذبح الأحصنة والخيول في منطقة الخصوص، وتوزيع لحومها على المطاعم، وذلك بعدما كشفت مباحث قسم شرطة مدينة الخصوص، وإدارة التموين أحد محلات الجزارة في مدينة الخصوص وهو يقوم بذبح الأحصنة وسلخها، وفرم لحومها وتوزيعها على بعض المطاعم في محافظتي القليوبية والقاهرة، كما تم العثور على ماكينة فرم اللحوم، وثلاجة كبيرة، وضبط حصان مذبوح، و4 أحصنة أخرى .
 

خطر على صحة الإنسان
   
ويقول المفتش الأول السابق بإدارة الرقابة والتفتيش على اللحوم، الدكتور محمد يوسف، نحن لا نأكل سوى فصيل معين من فصائل الحيوانات، وهو فصيل الماشية والأغنام، والإبل، وأنواعاً معينة من الطيور، وبقية الفصائل الأخرى من الحيوانات لا نأكلها، ولن نأكلها في المستقبل سواء المستقبل القريب، أو المستقبل البعيد، وبالتالي لا ندرس تأثيرات لحوم هذه الحيونات التي لا نأكلها على صحة الإنسان وهذا أمر طبيعي.

وأضاف: «السؤال المهم هو: هل  لحوم هذه الحيوانات تمثل خطرا على صحة الإنسان أم لا؟ هذه هي المشكلة.

ولكن لو كانت أسعار هذه الحيوانات التي لن نأكلها غالية الثمن هل سنفكر يوما ما في أكلها؟ الإجابة لا، فالحصان أسعاره غالية جدا، ولو كان هناك أمل في أكله مستقبلا، لذا كان لا بد من دراسة مخاطرة على صحة الإنسان، ولكن هناك في مصر الآن بعض محلات الجزارة قامت بذبحه فكيف قامت بذبحه في ظل أسعاره الفلكية؟ الإجابة هي: إما أنه حيوان مريض جدا، وإما أنه مسروق ومريض أيضا، لذا قاموا بذبحه لأنه لو كان سليما معافى لقام ببيعه بسعر مرتفع جداً.. والحصان المريض المذبوح سوف يمثل خطرا كبيراً، وكل أنواع الأمراض التي تصيب هذا الحيوان عندما نأكل لحمه سوف نصاب بهذه الأمراض، كما أن لحم الحصان له خصائص لا تتناسب مع أكله وطهيه بالطرق التقليدية فالحصان حيوان عضلي أي أن لحمه قوي وقاس جدا، ولن يكون هضمه سهلا، لأن لحمه قاس وفي نفس الوقت ستصيبنا بالأمراض لأنه إما حيوان ميت، أو مريض بعدد من الأمراض التي تصيب هذه الفصيلة الحيوانية والتي أغلبها يصيب الإنسان».
 

تسرب لحوم الحمير للأسواق كلحوم مصنعة
   
الإشكالية التي تثير المخاوف هي تسرب لحوم الأحصنة والحمير إلى الأسواق سواء على هيئة لحوم، أو عن طريق تصنيعها لانشون، وسجق، وكفتة، وغيرها، كما أن معظم هذه اللحوم نافقة، أي ميتة، وغير مذبوحة، كما أنه لا توجد في مصر دراسة واضحة لطرق الكشف عن لحوم والحمير.

إضافة إلى أن لحوم الحمير الموجودة في السوق هي لحوم ميتة لا يتم ذبحها، لذا توجد بها كمية كبيرة ومهولة من البكتيريا والفيروسات، ما يجعلها غير صالحة للاستهلاك الآدمي، وأيضا غير صالحة للاستخدام الحيواني.

أما بالنسبة للمواطنين، فإن لحوم الحمير التي يتم تسريبها للأسواق تكون حميرا هزيلة، فالحمار الأصلي الجيد يتجاوز سعره ما يزيد على ثلاثة آلاف جنيه، أما الحمير الهزيلة  فقد يكون سعرها نحو سبعين جنيها، ولا يتجاوز بضع مئات من الجنيهات، وهذه الحمير يتم أخذها، وضربها على الرأس بالشوم (عصا غليظة) ويتم سلخها، وتهريب اللحوم إلى مصانع «بير السلم»، أو فرمها، وهناك احتمال كبير جدا بدخول لحوم الحمير في قلب اللحوم المفرومة في المفارم غير المرخصة، لدخولها مجال اللحوم المصنعة ووضع التوابل عليها لتغيير خصائصها، ولكنها في النهاية لحوم ممرضة.