اشتكى الآلاف من المزارعين بمحافظة المنوفية، من غرق مئات الأفدنة من أراضي طرح النهر ، وسط تصاعد التحذيرات من موجات مياه مفاجئة ناتجة عن فتح بوابات سد النهضة الإثيوبي استعدادًا لموسم الأمطار القادم.
ووفق شهود عيان، شهدت قرى ومراكز أشمون ومنوف والسادات ارتفاعًا مفاجئًا في منسوب مياه النيل، أسفر عن غمر مساحات واسعة من أراضي طرح النهر، وتحديدًا 648 فدانًا، وفقًا لتقارير وزارة الزراعة.
وتُعد أشمون الأكثر تضررًا بعدد 603 أفدنة، تليها السادات ومنوف، بينما اجتاحت المياه طرقًا رئيسية مثل طريق جزيرة أبو نشابة، وعزلت مناطق بالكامل.
وبينما كانت وزارة الموارد المائية والري قد أصدرت تحذيرات مسبقة للمزارعين، خاصة المخالفين منهم، فإن سرعة تدفق المياه فاقت التوقعات، وتسببت في خسائر مادية جسيمة للمزارعين الذين كانوا على بُعد أسابيع فقط من موسم الحصاد، كما أُتلفت المحاصيل بشكل شبه كامل، وسط مشاهد من الغضب واليأس في المناطق المنكوبة.
الري تحذر مجددًا.. طرح النهر ليست صالحة للاستزراع
وجددت وزارة الري تحذيراتها للمزارعين، مؤكدة أن أراضي طرح النهر تُعد مناطق آمنة قانونًا غير مخصصة للزراعة، بل تمثل امتدادًا طبيعيًا لمجرى النيل، ومعرضة للغمر في أي وقت.
وطالبت الوزارة بعدم إقامة أنشطة زراعية أو عمرانية على هذه الأراضي، لا سيما في ظل التغيرات المتسارعة في تصرفات المياه بسبب سد النهضة.
المحافظة تتحرك... ولكن بعد الغرق
أعلن إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، تشكيل لجان لحصر الأضرار و"دراسة" آلية تعويض المتضررين، في محاولة لاحتواء الغضب الشعبي المتصاعد.
إلا أن الكثيرين يرون أن هذه التحركات جاءت متأخرة، في ظل غياب واضح لإجراءات وقائية أو خطط طوارئ فعالة.
سد النهضة... المتهم الخفي
بالتوازي مع هذه الكارثة، كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا وخبير الموارد المائية، عن أن إثيوبيا بدأت تصريف كميات ضخمة من المياه من خلف سد النهضة، في إطار الاستعداد لموسم الأمطار المقبل في يونيو.
وأوضح شراقي أن السد ما زال غير قادر على تشغيل التوربينات كما كان مخططًا، مما يدفع أديس أبابا إلى تصريف ما يقرب من 20 مليار متر مكعب من المياه خلال الأشهر القليلة القادمة.
وأكد أن عدم التنسيق مع دولتي المصب – مصر والسودان – في عمليات التصريف، قد يؤدي إلى كوارث بيئية وزراعية، خصوصًا إذا تم التصريف بشكل مفاجئ.
وأضاف شراقي أن إثيوبيا أنهت آخر عملية تخزين في سبتمبر الماضي، وبلغ المخزون نحو 60 مليار متر مكعب عند منسوب 638 مترًا.
ومنذ ذلك الحين، لم يجرِ تشغيل أي من التوربينات الستة أو السبعة المخططة، مما يعني أن التصريف الحالي هو الحل الوحيد أمام إثيوبيا لتجنب فيضان السد عند هطول الأمطار.
تداعيات محتملة على دلتا النيل
التصريف الإثيوبي يهدد بتكرار مشهد الغرق في مناطق أخرى من الدلتا، خاصة الأراضي المنخفضة وطرح النهر في محافظات مثل البحيرة وكفر الشيخ والقليوبية.
ويرى خبراء أن ما حدث في المنوفية قد يكون مجرد مقدمة لسلسلة من الحوادث المشابهة، ما لم يتم التنسيق العاجل بين القاهرة وأديس أبابا حول إدارة المياه.
شاهد:
https://www.facebook.com/watch/?v=702457165452745
http://youtube.com/watch?v=kDK-nj44qxE
https://www.facebook.com/watch/live/?ref=watch_permalink&v=604639432035762
https://www.tiktok.com/@almasryalyoum/video/7493113208379673874