شهدت أسعار الفضة في مصر اليوم الخميش ارتفاعًا ملحوظًا، وذلك في ضوء صعود أسعار الأوقية في الأسواق العالمية، بالتوازي مع ضعف الدولار الأمريكي وتزايد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وفقًا لتقرير صادر عن مركز “الملاذ الآمن” (Safe Haven Hub)، يعكس هذا الارتفاع في الأسعار تأثير التطورات العالمية على السوق المحلية ويمثل موجة جديدة من القلق الاقتصادي على المستوى المحلي والدولي.
 

ارتفاع الأسعار في السوق المحلية
   سجلت أسعار الفضة في السوق المحلية زيادة ملموسة، حيث وصل سعر جرام الفضة عيار 800 إلى 48 جنيهًا، مقارنة بأسعار تعاملات أمس.
كما سجل سعر جرام الفضة عيار 999 نحو 60 جنيهًا، بينما وصل سعر جرام الفضة عيار 925 إلى 55.50 جنيه، ليصل سعر الجنيه الفضة (عيار 925) إلى 444 جنيهًا، ما يشير إلى استمرار الاتجاه الصعودي في السوق المحلية.
 

الفضة في البورصة العالمية
   في المقابل، ارتفعت الأوقية في البورصة العالمية لتسجل 32.19 دولارًا أمريكيًا، ما يعكس التأثير المباشر للتوترات الاقتصادية العالمية على أسعار المعادن الثمينة.
هذه الزيادة جاءت نتيجة تصاعد النزاع التجاري بين واشنطن وبكين، والذي يساهم في زيادة الطلب على المعادن الثمينة كملاذ آمن ضد تقلبات الأسواق.
 

أثر التوترات التجارية والسياسات الاقتصادية
   يُعزى الارتفاع في أسعار الفضة إلى عدة عوامل، أبرزها تزايد الطلب من المستثمرين الذين يبحثون عن ملاذات آمنة في ظل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
كما يتوقع الكثير من المحللين خفضًا محتملًا في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهو ما يساهم في دفع أسعار الفضة والمعادن الثمينة الأخرى للارتفاع.

وتلعب الصين دورًا محوريًا في سوق الفضة، حيث يُعتبر الطلب الصناعي على الفضة أحد العوامل الرئيسية في استقرار الأسعار، ومع التوقعات بمفاوضات لتخفيف الرسوم الجمركية وإعادة تنظيم سلاسل الإمداد العالمية، من المتوقع أن يعزز ذلك من الطلب الصناعي على الفضة، مما قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار.
 

تأثير السياسات الأمريكية على الأسواق العالمية
   وقد أثرت السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل كبير على الأسواق العالمية، خاصة مع قراره بفرض رسوم جمركية على الصين بنسبة 145%، بالإضافة إلى تعليق معظم الرسوم على باقي الدول لمدة 90 يومًا.
هذه الإجراءات أدت إلى تراجع قيمة الدولار إلى أدنى مستوياته، مما ساهم في انهيار جزئي لسوق الأسهم العالمية، وبالتالي دفع أسعار الذهب والفضة للارتفاع بشكل كبير.
 

توقعات المستثمرين والأسواق
   المستثمرون في الأسواق العالمية يترقبون الآن خطابات اقتصادية هامة، بما في ذلك كلمة رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، والتي من المتوقع أن تسهم في تحديد اتجاهات السياسة النقدية المستقبلية، بالإضافة إلى بيانات مؤشر جامعة إمباير ستيت التي قد تكشف المزيد حول التوقعات الاقتصادية في الولايات المتحدة. هذه المعطيات قد تساهم في رسم ملامح المرحلة المقبلة لأسواق الذهب والفضة.
 

التداعيات المحلية في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة
   في الوقت نفسه، لا يزال الاقتصاد المصري يعاني من تحديات كبيرة، حيث يتواصل تراجع قيمة الجنيه المصري في مواجهة العملات الأجنبية.
هذا الانهيار في قيمة العملة المحلية يزيد من الضغوط الاقتصادية على المواطنين، ويعزز من ظاهرة التضخم، ما يجعل الأسواق أكثر تقلبًا ويزيد من تأثير تقلبات أسعار المعادن الثمينة في السوق المحلية.

ومع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية، يصبح من غير الواضح كيف ستتأثر الأسواق المصرية في المستقبل القريب، خاصة مع ارتفاع أسعار الفضة، الذي من شأنه أن يضيف عبئًا إضافيًا على المواطنين في ظل انهيار الجنيه المصري.