ميدل إيست مونيتور: فوضى الفتاوى تعمّق معاناة غزة
الأربعاء 23 أبريل 2025 10:00 م
تجاوز العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 560 يومًا، وأسفر عن أكثر من 51 ألف شهيد و116 ألف جريح. ورغم ذلك، تتواصل الفتاوى المتضاربة من المؤسسات الدينية في العالم العربي والإسلامي، ما يزيد الانقسام ويضاعف من معاناة الغزيين، حسب تقرير ميدل إيست مونيتور.
هذه الفتاوى، المتباينة في الآراء والتفسيرات حول مشروعية المقاومة والدفاع عن النفس، فجّرت جدلًا واسعًا في وسائل الإعلام ومنصات التواصل.
فتوى ياسر برهامي
أثارت فتوى الداعية السلفي المصري ياسر برهامي جدلاً واسعًا، حين حمّل أهالي غزة مسؤولية اندلاع الحرب واتهمهم بالتنسيق مع إيران فقط دون باقي الدول الإسلامية. واعتبر أنّ ما حدث لا يخدم قضية الأقصى، بل "خرّب البلاد"، على حد تعبيره. ودعا إلى ضرورة إعلان إلغاء اتفاقية كامب ديفيد رسميًا قبل أي تحرك عسكري من مصر.
تدخل المؤسسات المصرية
رفضت دار الإفتاء المصرية فتوى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" التي دعت إلى "الجهاد المسلح ضد الاحتلال" واعتبرت دعم المقاومة بكافة أشكاله "واجبًا دينيًا". وأدانت دار الإفتاء تلك الفتوى ووصفتها بـ"المغامرة غير المحسوبة التي تؤدي إلى الفوضى والفساد"، وأكد المفتي نصر فريد أياّد أنّ من يدعو للجهاد يجب أن يكون أول المقاتلين لا من يحرّض من بعيد.
الفتوى التي نشرها الاتحاد العالمي، الذي يتخذ من "دبلن" مقرًا له، دعت أيضًا إلى مقاطعة التطبيع مع الاحتلال ووقف إمداده بالنفط والغاز.
استغلال إسرائيلي
استغل مسؤولون إسرائيليون الانقسام في الخطاب الديني العربي، إذ أشاد الوزير الإسرائيلي السابق أيوب قرا بتصريحات المفتي المصري، واعتبرها "منطقية ومباركة".
استمرار الانقسام
يتأثر الانقسام في الفتاوى بالمواقف السياسية للدول العربية. فقد نفى الداعية السعودي ماهر القحطاني بطولات قادة حماس، وهاجم الشيخ الكويتي عثمان الخميس الحركة واصفًا إياها بـ"الفصيل الحزبي المنحرف". كما سخر المتحدث باسم الدعوة السلفية في مصر من فتاوى الاتحاد العالمي، وطالب أحد أعضائه بالذهاب للقتال بنفسه.
أما الدكتور سلمان الداية من غزة، فانتقد عملية طوفان الأقصى، معتبرًا أنها لم تستوفِ شروط الجهاد، ودعا إلى تجنّبها لعدم إزهاق الأرواح دون مبرر.
في المقابل، دافع مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد الخليلي عن حق الفلسطينيين في المقاومة، ورفض الفتاوى التي تحرّمها. وأوضح أن اليهود الصهاينة هم الأكثر عداءً للمؤمنين.
وأكد الدكتور محمد سليم العوّا أن الجهاد لا يقتصر على السلاح، بل يشمل الدعاء والدعم المالي والأمر بالمعروف، واستشهد بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم في التخطيط السري للمعارك.
الموقف الرسمي
يرى الصحفي عامر المصري أن الفتاوى المناهضة للمقاومة تعبّر عن المواقف الرسمية للدول العربية وتخدم الحكام، وتُستخدم لتبرير التطبيع وتخدير الرأي العام.
وأكد أحد علماء الأزهر أن دعم فلسطين واجب شرعي لا يقبل النقاش، محذرًا من تسييس الفتاوى لتجميل صورة الأنظمة.
أخيرًا، تكشف فوضى الفتاوى والانقسام بين العلماء عن وجهين للكارثة في غزة: تسييس الدين، واستمرار تخلي العالم عن الفلسطينيين.
(https://www.middleeastmonitor.com/20250422-fatwa-chaos-deepens-gazas-suffering)