ما يزال سقوط صاروخ أطلق من اليمن باتجاه الكيان الصهيوني، بالقرب من مطار بن جوريون، وهو المطار الدولي الرئيسي داخل الكيان الصهيوني، يلقي بظلاله على المشهد في المنطقة وخاصة على كيان الاحتلال الذي أعلن توقف حركة الطيران، فيما أبلغت سلطات الاحتلال عن وقوع إصابات، بينما أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن الهجوم.
ويمثّل الحدث أزمة سياسية واقتصادية بالغة الحساسية للحكومة الإسرائيلية، التي تخشى من تكرار سيناريو الشلل الجوي في بداية الحرب، حين أدّت ضربات مماثلة إلى انسحاب شركات الطيران الأجنبية وهيمنة شركة "إلعال" على المجال الجوي، ما تسبّب بارتفاع أسعار التذاكر وتراجع ثقة المسافرين.
ونشر عدة أشخاص في المطار مقاطع فيديو التقطوها بهواتفهم، تُظهر تصاعد عمود من الدخان الأسود، ظاهر للعيان، في مكان قريب خلف طائرات متوقفة ومباني المطار.
توقف المطارات والرحلات
وقررت العديد من الشركات تعليق رحلاتها إلى تل أبيب حتى الثلاثاء، بسبب الوضع الحالي، فيما ألغت شركة "دلتا إير" رحلتها التي كانت مقررة، الأحد، من مطار جون كينيدي في العاصمة الأميركية واشنطن، إلى تل أبيب.
وقررت شركتا "لوفتهانزا" الألمانية، وهي من كبريات شركات الطيران الأوروبية، و"سويس اير" السويسرية، رحلاتهما الجوية من وإلى مدينة تل أبيب. وذكرت الشركتان اليوم الأحد، أن هذا الإجراء سيستمر حتى السادس من مايو الجاري، وأشارتا إلى أنه سيتم إخطار المسافرين المتضررين وتحويل حجوزاتهم إلى رحلات بديلة إن وُجدت.
كما أعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيرويز) الأحد، تعليق جميع رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى السابع من مايو.
وقالت شركة الطيران في بيان أرسلته إلى وكالة فرانس برس، "نتابع ظروف التشغيل بشكل مستمر واتخذنا قرارا بتعليق جميع رحلاتنا من وإلى تل أبيب، بما في ذلك الرحلة بي-إيه-405 الأربعاء 7 مايو".
وأعلنت شركة الخطوط الجوية الهندية "إير إنديا" تعليق رحلاتها الجوية إلى إسرائيل حتى بعد غد الثلاثاء.
وعادت طائرة تابعة لشركة كانت متجهة إلى إسرائيل أدراجها بعد سماع صفارات الإنذار أثناء مرورها فوق الأجواء الأردنية.
وهبطت الطائرة في أبو ظبي، بالإمارات، حسب صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم.
كما تم إغلاق مطار بن غوريون المنشأة الإستراتيجية الأكثر أهمية في إسرائيل، ويخدم من 20 إلى 23 مليون مسافر سنويا، وتنطلق منه الرحلات نحو 100 وجهة عالمية.
ويتألف المطار من 3 مدرجات أساسية ومباني ركاب متعددة، أبرزها مبنى الركاب رقم 3 الذي سقط بقربه صاروخ الحوثيين، وتحديدا في منطقة وصفتها الصحف الإسرائيلية بأنها حساسة وقريبة من برج المراق
يشار إلى أن مطار بن غوريون يتحول زمن الحرب إلى منشأة عسكرية يمكن من خلالها تقديم الدعم اللوجستي العسكري من خلال استقبال الشحنات العسكرية أو عبر انطلاق رحلات ذات طابع عسكري.
فشل أنظمة الدفاع الصهيونية
يُمثل هذا الحادث خرقًا أمنيًا كبيرًا في أحد أكثر المواقع تحصينًا في البلاد، ومن المرجح أن يثير تساؤلات حول قدرة إسرائيل على اعتراض مثل هذه الهجمات رغم نظام دفاعها الصاروخي المُتباهى به.
ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن نظام الدفاع الجوي بعيد المدى "أرو" التابع لسلاح الجو الإسرائيلي ونظام "ثاد" الأميركي فشلا في اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون صباح الأحد.
وذكرت القوات الإسرائيلية أنها أجرت العديد من المحاولات لإسقاط الصاروخ الذي سقط في النهاية داخل محيط مطار بن غوريون.
كانت الولايات المتحدة قد نشرت نظام "ثاد" في إسرائيل العام الماضي وسط التوترات مع إيران.
ضربة جديدة للسياحة
وسلّطت صحيفة "معاريف" الضوء على المخاوف التي تنتاب قطاع السياحة الإسرائيلي، خاصة بعد استهداف أرض المطار، محذّرة من أن شركات طيران أخرى قد تُعيد النظر في استئناف رحلاتها.
وأشارت إلى أن بعض الشركات عادت تدريجاً إلى العمل بعد اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة وجنوب لبنان، لكن الضربة الأخيرة قد تعرقل خطط العودة وتؤثر سلباً في استقرار القطاع.
نائب رئيس مجلس إدارة شركة "أوفير تورز" يوني واكسمان، قال للصحيفة العبرية: "هذا حدث غير مألوف، لكن مطار بن غوريون يُعدّ من بين الأكثر أماناً في العالم، وتمّت تجربة مثل هذه السيناريوات مسبقاً. من المرجح أن تنتظر معظم الشركات تقييماً رسمياً قبل اتخاذ قرارات طويلة المدى".
ولفتت الصحيفة إلى أن قرار شركات الطيران يتأثر بعوامل متعددة، منها تقييم الوضع الأمني، وسياسات التأمين، واستعداد الطواقم للطيران نحو إسرائيل، وكذلك استقرار الطلب من جانب المسافرين.
انتقادات للحكومة
انتقدت المعارضة الإسرائيلية الفشل في اعتراض الصاروخ اليمني والتعامل مع تهديدات الحوثيين.
وقال وزير الجيش الأسبق ورئيس حزب «المعسكر الرسمي»، بيني غانتس، إنه يجب على الحكومة الإسرائيلية أن «تستيقظ ولا تعود إلى أيام التقطر الخفيف»،
ويُعد مطار بن غوريون بوابة إسرائيل الجوية الرئيسية، وأيُّ تعطيل في عمله ينعكس مباشرةً على حركة السفر والتجارة والسياحة داخل دولة الاحتلال، مسبباً تداعيات اقتصادية وأمنية واسعة، وسط مخاوف من أن يؤدي تكرار الهجمات إلى عزلة جوية شبيهة بأزمات سابقة.