قبل أقل من أسبوعين على انطلاق امتحانات نهاية العام الدراسي، وجد طلاب الصف الثاني الإعدادي في محافظة القاهرة أنفسهم في حالة من الترقب والارتباك، بعد أن تأخرت مديرية التربية والتعليم بالمحافظة في نشر جدول امتحانات الفترة المسائية، ما أثار موجة واسعة من الغضب بين أولياء الأمور والطلاب، وسط تساؤلات حول أسباب هذا الإهمال الإداري المتكرر في توقيت حساس. ورغم إعلان محافظة القاهرة جداول امتحانات صفوف النقل في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وتحديد موعد انطلاق الامتحانات يوم 21 مايو الجاري، تجاهلت مديرية التعليم لفترة جدول الصف الثاني الإعدادي للفترة المسائية، ما دفع الكثيرين إلى التشكيك في مدى جاهزية الإدارات التعليمية وتنسيقها مع المدارس. "الدين مش مادة ثانوية" لم تتوقف الأزمة عند التأخر في إعلان جدول المسائي، بل تصاعدت الانتقادات بعد أن غابت مادة التربية الدينية بشكل كامل عن جداول امتحانات صفوف المرحلة الابتدائية (من الثالث إلى السادس)، رغم كونها مادة مقررة، حتى وإن كانت غير مضافة للمجموع. ورأى أولياء أمور أن تجاهل إدراج مادة الدين يعكس خللًا في التعامل مع العملية التعليمية ككل، واستخفافًا بأهمية القيم الأخلاقية والتربوية التي تسعى وزارة التربية والتعليم إلى ترسيخها من خلال تلك المادة. وكان وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف، قد شدد خلال مؤتمر صحفي عُقد في يناير الماضي، على أهمية مادتي الدين الإسلامي والمسيحي، مشيرًا إلى أنهما تُصاغان بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة وتخضعان لمراجعة دقيقة من الإدارة المركزية للمناهج، ضمن خطة وطنية لتعزيز الهوية ومواجهة التحديات الثقافية والانفتاح العالمي. تعديل صامت دون اعتذار في ظل تزايد التعليقات الغاضبة على صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لمديرية التعليم، لجأت الأخيرة إلى إغلاق التعليقات على صفحتها الرسمية بفيسبوك، وهو ما اعتُبر تهربًا من المسؤولية بدلًا من الاعتراف بالخطأ. ولم تمضِ ساعات حتى أجرت المديرية تعديلًا صامتًا على المنشور الذي يتضمن جداول الامتحانات، حيث أُضيف لاحقًا جدول الصف الثاني الإعدادي للفترة المسائية، إلى جانب مادة التربية الدينية، لكن دون إصدار أي بيان توضيحي أو اعتذار رسمي للطلاب وأولياء الأمور. اعتماد رسمي رغم العشوائية ورغم هذه العشوائية في النشر والتواصل، اعتمد محافظ القاهرة، إبراهيم صابر، جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني رسميًا قبل يومين، لتُجرى الامتحانات في الفترة ما بين 21 مايو و4 يونيو 2025. وبحسب بيان رسمي من مديرة مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، سماح إبراهيم، تبدأ امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي من 21 إلى 27 مايو، في حين تُعقد امتحانات الشهادة الإعدادية العامة والرياضية وذوي الإعاقة من 31 مايو حتى 4 يونيو. أما امتحانات التعليم الفني، فتبدأ في 17 مايو، وتستمر حتى 27 من نفس الشهر. كما خُصصت الفترة من 17 إلى 21 مايو لامتحانات المواد غير المضافة للمجموع لصفوف النقل، في حين يُنفذ التقييم المبدئي لطلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي من 11 إلى 15 مايو، على أن يتم التقييم النهائي بين 18 و22 مايو. مطالبات بالمحاسبة والشفافية أثار هذا المشهد العشوائي ردود فعل واسعة في الأوساط التعليمية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب معلمون وخبراء تربويون بضرورة إجراء تحقيق داخلي في المديرية لمحاسبة المتسببين في تأخير الإعلان الرسمي، معتبرين أن مثل هذه الأخطاء تُفقد النظام التعليمي هيبته، وتخلق توترًا غير مبرر لدى الطلاب. وأكدوا أن الشفافية في التعامل مع الرأي العام والاعتراف بالخطأ هما السبيل الأمثل لاستعادة الثقة، لا سيما في قضايا تمس بشكل مباشر الطلاب وأسرهم في لحظات حاسمة من العام الدراسي.