أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 1,3 مليون سوداني شردتهم الحرب، بينهم مليون نازح داخليا، عادوا إلى ديارهم، ودعت إلى تقديم الدعم لهم، في حين أوضحت منظمة توثق فظائع حرب السودان أن هجمات لقوات الدعم السريع استهدفت قرية بولاية غرب كردفان قتلت 30 شخصا.

استهداف المدنيين

قالت منظمة "محامو الطوارئ" التي تراقب الحرب في السودان إن قوات الدعم السريع قتلت 30 مدنيا على الأقل بينهم نساء وأطفال في هجوم استمر يومين على قرية بريمة رشيد شمال مدينة النهود التي تسيطر عليها قوات «الدعم السريع» في ولاية غرب كردفان.

ورغم توقف القتال في المناطق التي بدأ النازحون واللاجئون يعودون إليها، فإن الطرقات لا تزال محفوفة بالمخاطر بحسب بيان صادر عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

واعتبرت أن ما «ارتكبته القوات من قتل عشوائي واستهداف مباشر للمدنيين يمثل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي»، مشيرة أيضاً إلى وقوع اشتباكات متفرقة في قرية بريمة رشيد وهي نقطة عبور رئيسية كان يستخدمها الجيش لإرسال تعزيزات إلى غرب البلاد.

كما أفادت المجموعة باندلاع أعمال عنف في مدينة النهود خلال الأيام الأخيرة، مع ورود تقارير عن مقتل عشرات المدنيين وتعرض مناطق سكنية لهجمات في المدينة ومحيطها.

وأوضحت «محامو الطوارئ» أن قوات «الدعم السريع» اقتحمت «مستشفى البشير والمستشفى التعليمي ومركز الدكتور سليمان الطبي بمدينة النهود»، معتبرة أن الهجوم «انتهاك فادح لحرمة المنشآت الطبية»، ولفتت إلى أن «كل من رفض الخروج تعرض للضرب والاعتقال».

والأسبوع الماضي، شنت «الدعم السريع» هجمات مماثلة على قرى في ولاية شمال كردفان، ما أدى إلى مقتل قرابة 300 مدنيّ بينهم أطفال وحوامل بحسب المجموعة، ما تسبب بموجة نزوح جديدة.

عودة كثر من 1.3  مليون لاجىء سوداني

أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن أكثر من 1.3 مليون سوداني شردتهم الحرب، بينهم مليون نازح داخلياً، عادوا إلى ديارهم، داعية إلى تقديم الدعم لهم.

وقال منسّق المفوضية الإقليمي للأزمة في السودان، مامادو ديان بالدي، للصحافيين في جنيف، إن «هناك المزيد والمزيد من النازحين داخلياً الذين قرروا العودة إلى ديارهم».

وأضاف، في تصريحات أدلى بها من نيروبي، أن «مليون نازح داخلياً عادوا إلى ديارهم» في الأشهر الأخيرة.

وأوضح المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة، عثمان البلبيسي، من بورتسودان أن «أكبر التدفقات بدأت في بداية العام، لكن التدفقات إلى الخرطوم بدأت تدريجياً منذ مارس (آذار)».

وبدأت العودة أواخر عام 2024، لكن غالبية الأشخاص، البالغ عددهم 320 ألفاً، عادوا منذ يناير (كانون الثاني)، وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ولفت بالدي إلى أن «هؤلاء اللاجئين والنازحين داخلياً يعودون إلى ديارهم دون أن يحملوا معهم أي شيء تقريباً».

وعاد معظم الأشخاص إلى ولايات الخرطوم وسنار والجزيرة المتضررة بشدة جرّاء أكثر من عامَيْن من الحرب، حسب وكالات الأمم المتحدة.

وتعرّضت البنية التحتية العامة لدمار كامل، وكذلك المدارس والمستشفيات، أو تم تحويلها إلى ملاجئ جماعية، في حين أن فقدان أو تدمير وثائق الأحوال المدنية واستحالة استبدالها يحرم كثيرين من الاستفادة من الخدمات. ويواجه العائدون أيضاً مخاطر الذخائر غير المنفجرة والعنف الجنسي.

وتتوقع الأمم المتحدة عودة نحو 2.1 مليون شخص إلى الخرطوم بحلول نهاية العام. وصرح البلبيسي قائلاً: «يعتمد هذا على عوامل عدة، أبرزها الوضع الأمني والقدرة على استئناف الخدمات في الوقت المناسب».

وفي ظل النقص الكبير في تمويل العمليات الإنسانية داخل السودان وفي الدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين، دعت الأمم المتحدة إلى زيادة عاجلة في المساعدات المالية.

ولا يزال هناك 10 ملايين نازح داخلياً في السودان، منهم 7.7 مليون أُجبروا على الفرار من منازلهم بسبب النزاع الحالي.

ويسيطر الجيش على شمال البلاد وشرقها ووسطها فيما تسيطر قوات «الدعم السريع» على كامل دارفور تقريباً وأجزاء من الجنوب.

وتسببت الحرب بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وأعلنت المجاعة في أجزاء من البلاد فيما يعجز ملايين الأشخاص عن الوصول إلى الغذاء أو الرعاية الصحية أو الملجأ.