لم تعد الولايات المتحدة كما عرفها العالم كدولة مستقرة، بل صارت مسرحًا لصراعات داخلية تهدد الديمقراطية نفسها. سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب وتصرفاته الاستفزازية، بالإضافة إلى خطاباته التي تغذي الانقسام والكراهية، وضعت أمريكا على شفا حرب أهلية محتملة.

التوترات السياسية والاجتماعية لم تعد مجرد خلافات حزبية، بل أصبحت صدامات محتملة بين مؤيدين ومعارضين يلوحون بالعنف.
تصريحات مرشح عمدة نيويورك الأخير، الذي وصف ترامب بـ"مجرم حرب" ودعا لمحاكمته، تعكس حجم الاستقطاب والغضب الشعبي تجاه سياسات ترامب التي يعتبرها كثيرون تهديدًا مباشرًا للأمن الداخلي للدولة.
 

الوضع السياسي في الولايات المتحدة
منذ انتخابات 2024، تعمقت الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي.
مؤيدو ترامب يرون فيه المدافع عن قيمهم وأسلوب حكمهم المفضل، بينما يراه المعارضون رمزًا للتهديد الداخلي والفساد السياسي.

هذه الانقسامات تتجلى في احتجاجات متكررة، وتوترات دائمة في المؤسسات العامة والخاصة، وحتى داخل الأسرة الأمريكية نفسها.

التحليلات تشير إلى أن سياسات ترامب وتصريحاته المستمرة، مثل الطعن في نزاهة الانتخابات والدعوة للانتقام من المعارضين، تساهم مباشرة في تأجيج الصراع الداخلي.
 

تصريحات مرشح عمدة نيويورك
في خطوة لافتة، وصف مرشح عمدة نيويورك زهران ممداني ترامب بأنه "مجرم حرب"، مطالبًا بمحاكمته أمام القضاء.
هذا التصريح أثار موجة جدل كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية، وأوضح حجم الانقسام العميق بين الرأي العام المؤيد للعدالة وحقوق الإنسان والرأي المعارض الذي يرى في هذه التصريحات هجومًا على الحرية السياسية.

ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي كانت متباينة، بين من اعتبره إعلانًا سياسيًا جريئًا، ومن رأى فيه استفزازًا يزيد من احتمال العنف.
 

مؤشرات اقتراب الحرب الأهلية
خبراء سياسيون وأمنيون يحذرون من تصاعد العنف السياسي. الاحتجاجات المتكررة، عمليات الشغب، وحمل السلاح بين الجماعات المتطرفة كلها مؤشرات تحذر من احتمالية صدامات واسعة.

هناك دلائل على تنظيم جماعات متطرفة لمؤيدي ترامب ومجموعات مناهضة له، ما يجعل المشهد أكثر خطورة على المستوى الوطني.
 

تحليل الخبراء السياسيين والأمنيين
يؤكد المحللون أن سبب التصعيد لا يعود فقط لخطابات ترامب، بل أيضًا لضعف الرقابة على الجماعات المسلحة داخليًا، وعدم قدرة المؤسسات على فرض القانون بشكل متوازن.

يحذر الخبراء من أن استمرار هذا الانقسام قد يؤدي إلى "انفجار مدني" حقيقي، ما لم تتدخل السلطات بشكل عاجل لتخفيف التوترات وفرض سيادة القانون دون تمييز.
 

انعكاسات الوضع على المجتمع والديمقراطية
هذا الوضع الداخلي يعرض الديمقراطية الأمريكية للاهتزاز. الثقة في المؤسسات القضائية والسياسية تتراجع، والانقسامات الاجتماعية تصل إلى مستوى الأسرة والمجتمع المحلي.

الاقتصاد أيضًا يتأثر، حيث يخفف المستثمرون من نشاطاتهم خوفًا من الفوضى المحتملة.
 

خلفية تاريخية ومقارنات
يمكن مقارنة الوضع الحالي بفترة الستينات التي شهدت صراعات عنيفة بين الجماعات المدنية المختلفة، لكنها اليوم تتسم بأبعاد أشد خطورة بسبب سهولة الوصول إلى السلاح وانتشار المعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا يجعل احتمالية وقوع صدامات داخلية واسعة أكثر واقعية مما كان عليه الحال في الماضي.

وفي النهاية فأمريكا اليوم أمام اختبار حقيقي: إما أن تستعيد الدولة توازنها الداخلي وتفرض القانون على الجميع، أو أن تتحول الانقسامات العميقة إلى صراع دموي، يهدد استقرارها ونظامها الديمقراطي.
سياسات ترامب وتصريحاته الاستفزازية جعلت من هذا السيناريو احتمالًا حقيقيًا لا يمكن تجاهله، واعتباره مجرد تحليلات مبالغ فيها سيكون تجاهلًا للواقع الملموس الذي يعيشه الأمريكيون يوميًا.