أعلنت القناة العبرية (12)، صباح اليوم الأربعاء، أن قوات البحرية الإسرائيلية شنّت عملية عسكرية ضد "أسطول الحرية"، الذي كان يبحر في المياه الدولية على بُعد نحو 120 ميلًا بحريًا من القطاع، ضمن رحلة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على غزة منذ أكثر من 18 عامًا.

وبحسب القناة، فإن العملية أسفرت عن السيطرة الكاملة على جميع السفن المشاركة واعتقال ما يقارب 150 ناشطًا دوليًا من جنسيات مختلفة، فيما تم اقتياد السفن بالقوة إلى ميناء "أسدود" الإسرائيلي.

 

تفاصيل الهجوم

الهجوم وقع بينما كان الأسطول يقترب من الوصول إلى النقطة الأخيرة في رحلته، حاملاً مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة تتجاوز 110 آلاف دولار، تشمل أدوية، أجهزة تنفس، ومستلزمات غذائية موجهة لمستشفيات غزة التي تعاني انهيارًا شبه كامل في القطاع الصحي بسبب الحرب المستمرة.

شهادات من اللجنة الدولية لكسر الحصار، التي نشرت مقطع فيديو يوثّق لحظات الاقتحام، أظهرت قوات إسرائيلية مدججة بالسلاح وهي تهاجم القارب "صن بيردز"، وتطلق النار باتجاه الكاميرات في محاولة واضحة لـ"طمس الأدلة وإخفاء الجريمة"، بحسب وصف اللجنة.

اللجنة أوضحت كذلك أنها أعلنت حالة الطوارئ قبل ساعات من الهجوم، بعدما رصدت تحليقًا مكثفًا لطائرات مروحية إسرائيلية في محيط السفن. ورغم ذلك، تمكّن بعض النشطاء من بث صور حيّة وثّقت لحظات الاقتحام قبل أن يتم قطع الاتصالات بشكل كامل.

 

موقف الاحتلال

من جانبها، نشرت "وزارة الخارجية الإسرائيلية" بيانًا عبر منصة "إكس"، وصفت فيه الأسطول بأنه "محاولة عقيمة لاختراق الحصار البحري والدخول إلى منطقة حرب"، مؤكدة أن المشاركين سيتم ترحيلهم بعد نقلهم إلى الميناء.

هذا التبرير قوبل بموجة استنكار واسعة من منظمات حقوقية، إذ إن الأسطول كان يبحر في المياه الدولية، ما يجعل ما قامت به إسرائيل "جريمة قرصنة بحرية مكتملة الأركان" وفق خبراء القانون الدولي.

 

تكرار الاعتداءات

الحادثة تأتي بعد أيام قليلة فقط من الهجوم على "أسطول الصمود العالمي"، الذي اعتقلت خلاله قوات الاحتلال مئات النشطاء قبل أن تُفرج عن معظمهم لاحقًا وسط تسريبات عن سوء معاملة وتعذيب في مراكز الاحتجاز.

كما تعيد الواقعة إلى الأذهان حادثة الاعتداء الشهيرة على "أسطول مرمرة" عام 2010، حين قتلت القوات الإسرائيلية عشرة نشطاء أتراك في عملية اقتحام دموية، ما أثار آنذاك أزمة دبلوماسية كبرى.

 

مأساة غزة في الخلفية

يأتي هذا التصعيد بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بدعم أميركي أوروبي وصمت وخوف عربي، حيث تشير الإحصاءات الأخيرة إلى أكثر من 237 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الركام، ونزوح مئات الآلاف وسط مجاعة خانقة أودت بحياة الكثيرين، خصوصًا الأطفال.

ورغم صدور أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف الانتهاكات، تواصل إسرائيل عمليات القتل والتجويع والتدمير الممنهج، ما حوّل معظم مدن ومناطق القطاع إلى أطلال شبه ممسوحة من على الخريطة.