في مشهد يعكس حيوية القضية الفلسطينية في وجدان الشباب العربي، تحولت أروقة الجامعة الأمريكية في القاهرة إلى ساحة احتجاج غاضبة ضد استضافة السفير الأمريكي الأسبق في إسرائيل، دانيال كورتزر، في ندوة نظمتها كلية الشؤون العالمية والسياسات العامة. لم يكن كورتزر مجرد دبلوماسي سابق، بل هو أحد أبرز وجوه النخبة الأمريكية الداعمة بشدة لإسرائيل والرافضة لمنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، وهو ما فجر غضب الطلاب الذين رأوا في استضافته استفزازاً وتطبيعاً أكاديمياً مرفوضاً.

لم يأتِ هذا الانفجار الطلابي من فراغ. لقد سبقته محاولات حثيثة من الطلاب والباحثين لثني إدارة الجامعة عن المضي قدماً في تنظيم الندوة. أصدر أكثر من 40 كياناً طلابياً، على رأسهم اتحاد طلاب الجامعة الأمريكية ونادي القدس الفلسطيني، بياناً مشتركاً يدين الخطوة، ويعتبرها تجاهلاً لمشاعر المجتمع الجامعي وتواطؤاً رمزياً مع سياسات الاحتلال. لكن هذه المناشدات قوبلت بتجاهل تام من قبل إدارة الجامعة، وتحديداً من عميدة الكلية الدكتورة نهى المكاوي، التي أصرت على إتمام الفعالية تحت شعار "حرية التعبير الأكاديمي"، وهو الشعار الذي اعتبره الطلاب غطاءً لتمرير أجندات سياسية معادية لقضايا العدالة.

مع بدء الندوة، تحول التجاهل الإداري إلى مواجهة مباشرة. هتف الطلاب والباحثون، وانضمت إليهم إحدى أستاذات الجامعة في لفتة تضامنية، بشعارات قوية هزت قاعة المحاضرة: "صور ذيع.. شعب رافض للتطبيع"، "فلسطين عربية"، و"برة.. برة". كانت هذه الهتافات بمثابة إعلان واضح بأن مساعي فرض التطبيع من أعلى، سواء على المستوى السياسي أو الأكاديمي، ستصطدم دائماً بجدار الرفض الشعبي الذي يرى في القضية الفلسطينية بوصلة أخلاقية لا يمكن المساومة عليها. لقد أثبت الطلاب أن جامعتهم، التي يفترض أن تكون مساحة حرة للفكر، لا يمكن أن تتحول إلى منصة لتبييض جرائم الاحتلال أو استقبال داعميه.
 

ردود الفعل
كتب سعد القرش " المجد للمقاومة تضامنًا مع فلسطـ.ــــين، نظم طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة وقفة احتجاجية ضد استضافة دانيال كورتزر سفير أمريكا السابق لدى العدو. كما طالبوا بإقالة ورحيل أساتذة مصريين أسهموا في تنظيم زيارته ومحاضرته بالجامعة قبل إخراجه مطرودًا".

 

وأضاف سالم " فشل "جس النبض" وجاء الرد الذي لا يتوقعونه، وهتف الجيل الجديد من داخل أسوار الجامعة الأمريكية " مش هنمشي هو يمشي "!! بلاش تستفزوا الشعب واياكم والشعور بنجاحكم في بث الفرقة بين طبقات المجتمع، فالثائرون في ٢٥ لم يكونوا من الطبقات الفقيرة !! سلام الي أبنائنا حماة المستقبل !".

 

واستطرد أحمد " طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة عاملين عظمة النهاردة هما واساتذتهم، السفير الأسبق للكيان المختل كان عنده محاضرة في الجامعة ، كلهم وقفوله وطردوه زي البوبي".

 

وغرد الموقف المصري " طلاب الجامعة الأمريكية يهتفون ضد استضافة داعمي إسرائيل- في الفيديو بيهتف طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة ضد استضافة الجامعة للسفير الأمريكي السابق في إسرائيل دانيال كورتزر واحد من النخبة الأمريكية الداعمة لإسرائيل بشدة ومناوئة لمنح الفلسطينيين حقوقهم.".

 

وأشارت مايسة " الجامعة الامريكيه في مصر عامله ندوة لواحد يهودي (مهم الظاهر عنهم) سفير امريكا السابق في اسرائيل... طلاب الجامعه الامريكيه في مصر طردوه بره... شاطرين... بس الجامعه دي بتتحدي مين... تقدر تقف امام طوفان المصريين... طبعا لاه.."

 

وقالت فاطمة " سفير الكيان اللقيط السابق شرب بريل وراح الجامعة الأمريكية بالقاهرة وخرج منها بأعجوبة، أنتم أعداءنا ليوم الدين يا قتلة، يا فجرة".

 

وأضافت الصين بالعربية " عـــــــــــــــــاجل وغير عادي مشهد غاضب في القاهرة طلاب الجامعة الأمريكية يطردون دانيال كورتزر السفير الأمريكي الأسبق لدى إسرائيل من الحرم الجامعي احتجاجاً على مواقفه العدائية تجاه غزة".

 

وأخيرا فإن ما جرى في الجامعة الأمريكية هو تأكيد على أن جيل الشباب لم ولن ينسى فلسطين. فهم لا يزالون يرون في التطبيع خيانة، وفي مقاطعة داعمي الاحتلال واجباً وطنياً وأخلاقياً.
إن صوت الطلاب الرافضين للتطبيع الأكاديمي يستحق الدعم، ويجب أن يكون دافعاً لإدارة الجامعة الأمريكية لمراجعة سياساتها.

إن الخطوة الأولى نحو تصحيح هذا الخطأ هي تقديم اعتذار صريح للطلاب والأساتذة، والتعهد بالاستماع إلى صوت مجتمعها الجامعي في المستقبل.
والأهم من ذلك، عليها أن تترجم هذا الاعتذار إلى أفعال ملموسة، عبر قطع شراكاتها مع الشركات والمؤسسات المتواطئة في دعم الاحتلال الإسرائيلي، لتثبت أنها تقف بالفعل مع قيم العدالة والحرية التي تدعي تمثيلها.