أثارت تصريحات الناشط السياسي أحمد دومة، بشأن اعتقال شاب بتهمة "السخرية من "ياسر جلال"، موجة من الجدل حول حدود حرية التعبير في مصر، خاصة فيما يتعلق بانتقاد الشخصيات العامة والفنية.
دومة الذي أُطلق سراحه مؤخرًا بعد سنوات في السجن، كشف عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) عن هذه الواقعة، مستذكرًا تفاصيل من فترة احتجازه في سجن طرة.
وفي تغريدته، قال دومة: "بمناسبة مهزلة السخرية من شكري سرحان، واحنا في معتقل المزرعة-طرة، قابلنا شاب داخل إيراد بتهمة (السخرية من ياسر جلال) وقت عرض مسلسل الاختيار ٣".
ورغم أن التغريدة جاءت في سياق الحديث عن الجدل الدائر حول مشهد تمثيلي، إلا أنها كشفت عن بُعد آخر أكثر خطورة، وهو مدى التشدد الأمني في التعامل مع المحتوى النقدي، حتى لو كان موجّهًا لأعمال فنية أو شخصيات ترفيهية.
هل أصبح انتقاد الأعمال الفنية جريمة؟
مسلسل "الاختيار 3"، الذي عُرض في رمضان 2022، كان أحد الأعمال الدرامية المثيرة للجدل، حيث تناول الأحداث السياسية في مصر بعد 30 يونيو 2013، وكان ياسر جلال يجسد خلاله شخصية عبد الفتاح السيسي.
وبالنظر إلى طبيعة المسلسل، الذي حظي بدعم من السلطة الحالية، فإن أي انتقاد له أو لممثليه يمكن أن يُفسَّر على أنه انتقاد غير مباشر للنظام السياسي نفسه.
إلا أن اعتقال شاب لمجرد السخرية من أداء ممثل في عمل درامي يثير تساؤلات حول مساحة النقد المتاحة في مصر، لا سيما أن السخرية من الأعمال الفنية، سواء بالسلب أو الإيجاب، تُعد أمرًا شائعًا في المجتمعات التي تتمتع بحرية التعبير.
قيود متزايدة على حرية التعبير
خلال السنوات الماضية، تصاعدت وتيرة الاعتقالات المرتبطة بالتعبير عن الرأي، سواء في القضايا السياسية أو حتى في القضايا الاجتماعية والفنية.
ووفقًا لمنظمات حقوقية، فإن سلطات السيسي وسّعت نطاق الرقابة لتشمل وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم القبض على العديد من الأشخاص بسبب منشورات أو تعليقات اعتُبرت "مسيئة" أو "مهددة للأمن القومي".
التغريدة:
https://x.com/ahmeddouma/status/1878981155921543472