وصل علي إلى الولايات المتحدة كلاجئ عراقي، ممتلئًا بالأمل، لكنه لم يكن يعلم أن وصوله تزامن مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مما جعل توقيته سيئًا للغاية.

يقول علي، البالغ من العمر 22 عامًا، والذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته خوفًا من الانتقام، إنه وُعد بالحصول على مساعدة مالية وسكن وطعام عند وصوله إلى أمريكا. لكنه تفاجأ بأن كل شيء تغير، حيث أوقف ترامب برنامج قبول اللاجئين الذي تبلغ قيمته 2.8 مليار دولار وجمّد الأموال المخصصة لمساعدتهم.

بعد عام من الانتظار للحصول على وضع اللاجئ، وصل علي إلى هيوستن في يناير بحقيبة ملابس و120 دولارًا فقط، دون أسرة أو أصدقاء. كان من المفترض أن يتلقى دعمًا رسميًا لإيجاد سكن وعمل، لكنه وجد نفسه وحيدًا بلا أي مساعدة. وبعد فترة وجيزة، تلقى رسالة عبر البريد الإلكتروني تفيد بأن مدير قضيته لم يعد يعمل لدى المنظمة التي كان من المفترض أن تساعده.

يقول علي: "لم أستطع النوم، لم يكن لدي طعام كافٍ، كنت أتناول وجبة واحدة فقط في اليوم". وكان يطمح إلى دراسة التمريض، لكنه سرعان ما واجه صعوبات كبيرة بعد تجميد التمويل.

 

أزمة قانونية ومعاناة اللاجئين

لم يكن علي الوحيد الذي تعرض لهذا الوضع، فآلاف اللاجئين الجدد وجدوا أنفسهم في مأزق مماثل. ومن بينهم أشخاص لم يتمكنوا حتى من مغادرة بلدانهم بسبب إيقاف التمويل. وفي فبراير، انضم علي إلى دعوى قضائية وطنية ضد إدارة ترامب، رفعها لاجئون ومنظمات إغاثية ومجموعات دينية، للمطالبة بإعادة التمويل.

ورفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على الدعوى أو على آثار قرارات ترامب، كما لم تستجب وزارة الأمن الداخلي لطلبات توضيح عدد اللاجئين المتضررين.

في ظل هذا الوضع، تكفلت إحدى الجمعيات الخيرية المحلية بدفع إيجار شهر واحد لعلي، لكنه لم يجد أي دعم آخر لمساعدته في الحصول على عمل. ورغم أنه يتحدث الإنجليزية، فإنه يشعر بالقلق على اللاجئين الآخرين الذين لا يتقنون اللغة، خاصة أولئك الذين لديهم أطفال.

 

اللاجئون في مواجهة مستقبل غامض

منذ عام 1980، استقبلت الولايات المتحدة أكثر من 3.1 مليون لاجئ، بما في ذلك أكثر من 60 ألف في عام 2023. وكان من المعتاد أن يحصل اللاجئون على دعم من منظمات إعادة التوطين، التي تقدم لهم الرعاية الصحية والسكن والمساعدة في البحث عن وظائف خلال الأشهر الثلاثة الأولى من وصولهم. لكن مع قطع التمويل، أصبح اللاجئون في مواجهة المجهول.

في 10 مارس، أبلغت وزارة الخارجية القاضي المسؤول عن قضية علي بأنها تخطط لتعيين وكالة إعادة توطين جديدة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، كما أنها تدرس بدائل أخرى لبرنامج الاستقبال التقليدي.

 

جهود خيرية محدودة لمواجهة الأزمة

إحدى المنظمات التي كانت تقدم الدعم للاجئين هي "الخدمات الاجتماعية اللوثرية" في منطقة العاصمة الوطنية، والتي كانت تساعد نحو 3500 لاجئ سنويًا. ومع وصول ترامب إلى السلطة، اضطرت إلى إبلاغ نحو 400 لاجئ بأنها لن تتمكن من مساعدتهم، كما سرّحت أكثر من 42 موظفًا.

توضح كريستن بيك، المديرة التنفيذية للمنظمة: "كان لدينا فريق يستقبل اللاجئين في المطار، ويرتب لهم مكانًا للإقامة مع وجبة طعام جاهزة. كنا نساعدهم في تسجيل أطفالهم في المدارس، وترتيب مواعيد طبية، والبحث عن وظائف، بالإضافة إلى دفع الإيجار لعدة أشهر".

ولكن بعد وقف التمويل، أصبح اللاجئون معرضين لخطر الطرد من منازلهم، والجوع، والبطالة. وتحاول المنظمة جمع التبرعات من جهات خاصة ومنظمات دينية لسد الفجوة، لكن الأمر صعب للغاية.

 

دعم مجتمعي لكنه غير كافٍ

في مواجهة هذه الأزمة، تزايدت حملات التبرع من الأفراد والكنائس والمنظمات غير الربحية والشركات. كما أطلق المتطوعون حملات لجمع التبرعات عبر الإنترنت، وكتب آلاف الأمريكيين رسائل للمسؤولين السياسيين للمطالبة بإعادة تمويل اللاجئين.

لكن رغم هذه الجهود، لا تزال التحديات كبيرة. تقول المتطوعة بيث هيكي: "سمعت أن بعض العائلات لا تزال عالقة في الفنادق، بينما آخرون قد يكون لديهم سكن لكنهم لا يحصلون على دعم لدفع الإيجار، مما يعرضهم لخطر الطرد".

بدورها، تقول الراهبة كيت كوستا من كنيسة "الراعي الصالح" اللوثرية: "نحن نحاول المساعدة، لكن هناك فجوات لا يمكننا سدها، مثل تقديم الدعم القانوني وملء النماذج الفيدرالية. إنه أمر مفجع… لا يمكننا تعويض غياب الحكومة".

في ظل هذه الأوضاع، لا يزال مصير آلاف اللاجئين معلقًا، حيث يكافحون للبقاء على قيد الحياة في بلد وعدهم بالأمان لكنه تخلى عنهم بمجرد وصولهم.

https://www.middleeastmonitor.com/20250317-the-death-of-the-american-dream-after-trump-axes-refugee-funds/