شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي الأسبوع الماضي زيارة غير مسبوقة لوفد من كبار قادة الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه الزيارة بأنها "سابقة تاريخية"، في ظل تسارع التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل. جاءت هذه الزيارة في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا غير مسبوق، مما أثار جدلًا واسعًا حول تداعيات هذه الخطوة وتأثيرها على القضية الفلسطينية.
 

تفاصيل الزيارة والاستقبال الرسمي
   
وفقًا لوكالة أنباء اليهود، ضم الوفد شخصيات بارزة من "المجلس الإقليمي للمستوطنات"، وهو هيئة تمثل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
وشملت الزيارة لقاءات مع مسؤولين حكوميين إماراتيين، ورجال أعمال، وشخصيات مؤثرة، بالإضافة إلى السفير الإسرائيلي في أبوظبي، يوسي شيلي.

شارك الوفد في إفطار رمضاني أقيم في منزل عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، علي راشد النعيمي، والذي يشغل أيضًا منصب رئيس لجنة الدفاع والداخلية والشؤون الخارجية في المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي.
وقد أشاد رئيس المجلس الإقليمي للمستوطنات، يسرائيل غانز، بحفاوة الاستقبال، معتبرًا أن الزيارة تؤكد "التحولات الإقليمية والحاجة إلى تحالفات جديدة قائمة على المصالح المشتركة".
 

اللقاءات والمباحثات
   
شملت الزيارة عقد اجتماعات مع شخصيات رسمية إماراتية لمناقشة "الفرص الاقتصادية والسياسية" في المنطقة.
كما صرّح الوفد بأن هناك اهتمامًا متبادلًا بتعزيز التعاون في عدة مجالات، من بينها الأمن، الاقتصاد، والتعليم.

من جانبه، قال إيليرام أزولاي، رئيس المجلس الإقليمي في تلال الخليل، إن الزيارة كانت فرصة لنقل "الواقع" من وجهة نظرهم، مشيرًا إلى وجود "حلفاء مشتركين" ضد ما وصفه ب"التهديدات الإقليمية مثل حماس وحزب الله والإخوان المسلمين وإيران".
 

الزيارة في سياق التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية
   
تزامنت هذه الزيارة مع تصعيد عسكري إسرائيلي واسع في الضفة الغربية، حيث أطلقت قوات الاحتلال عملية عسكرية تحت اسم "السور الحديدي"، استهدفت عدة مناطق فلسطينية من بينها جنين وطولكرم ونور شمس.
وقد أسفرت هذه العمليات عن نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، فضلًا عن دمار واسع في البنية التحتية.

ووفقًا لتصريحات وزير الحرب الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، فإن العملية تهدف إلى "تعزيز أمن المستوطنات"، بينما يرى منتقدون أنها تأتي ضمن سياسة تهدف إلى فرض المزيد من السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.

وأشارت الوكالة إلى أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية بلغ 529 ألفا و704 إسرائيليين اعتبارًا من بداية العام الجاري٬ وهو ما يمثل حوالي 5.28 بالمئة من إجمالي الإسرائيليين.
كما أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد سياسة الشعب اليهودي أن 58 بالمئة من الإسرائيليين يعتقدون أن المستوطنات تساهم في أمن "إسرائيل" بأكملها.

يذكر أن أبوظبي وقعت اتفاقية تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي في 15 أيلول/سبتمبر 2020، والمعروفة باسم "اتفاقيات أبراهام"، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد شكّلت هذه الاتفاقية تحولًا كبيرًا في المشهد السياسي والاقتصادي في المنطقة، بينما اعتبرها كثيرون طعنةً في القضية الفلسطينية.
وسوّقت أبوظبي للاتفاقية باعتبارها خطوة نحو تعزيز "السلام والاستقرار" في المنطقة، بما في ذلك وقف الاستيطان الإسرائيلي، لكنها لم تحقق أي تقدم في القضية الفلسطينية.

https://x.com/israelganz/status/190020399281621023