أكد د.محمد حافظ، الخبير والأكاديمي بالجامعات الماليزية، أنه مع أدنى حصة من المياه للفرد يفاجئنا السيسي بمشاريع كاذبة، محذرًا من أنه لم يعد لدينا أي كمية مياه حتى من الصرف الزراعي، والدليل على ذلك أن معظم الترع فى جمهورية مصر لا تصل إليها مياه نهر النيل وجميعنا يعلم أن نهايات الترع تصل إلى مصارف الصرف العمومية.
وقال "د.حافظ" عبر فيسبوك Mohd Hafez : "مشروع الدلتا الجديدة مصدر المياه له من 3 مصادر: المصدر الأول: مياه جوفية. المصدر الثاني: جزء من مياه النيل. المصدر الثالث: إعادة تدوير مياه الصرف الزراعي بمعالجتها بمنطقة غرب الدلتا. بخصوص مياه النيل ومياه الصرف الزراعي إن شاء الله لها الاستمرارية".
وعن المياه الجوفية أوضح أن ".. المياه الجوفية في تلك المنطقة غير متجددة، وأن الخزان الجوفي خدم أعمالاً تنموية بمنطقة غرب الدلتا منذ أكثر من 50 عامًا، واستصلاح وزراعة أكثر من 500 ألف فدان"، مشيرًا إلى أن ذلك يعد أعلى استيعاب للخزان وطاقته العليا.
ولفت إلى أن "التوسع عليه مرة ثانية بالدلتا الجديدة أدى إلى جفاف الآبار الجوفية وملوحة المياة بمنطقة غرب الدلتا وخصوصًا منطقة ريجوا وما حولها".
وحذر من أن بدء الأعمال بالدلتا الجديدة ".. سحب المياه الجوفية بدون أي دراسة"، مبينًا أن "..الدراسة نبهت بعدم سحب المياة الجوفية لمحدوديتها وعدم القدرة على التوسع عليها بتلك المنطقة، مما أدى حاليًا لجفاف بعض الآبار بالمناطق المجاورة، وكذلك أرض المشروع نفسة زادت ملوحة الآبار بزيادة السحب".
وخلص إلى أن "لاستمرارية المشروع حيث إنه من أحسن المشاريع التنموية خلال 50 سنة الأخيرة عدم الاعتماد على المياه الجوفية في ذلك المشروع، والتركيز على المعالجة وجزء من مياه النيل، وترك المياه الجوفية للمناطق المجاورة التي تعتمد عليها منذ أكثر من 50 سنة؛ حفاظًا عليها، وكذلك المشروع ،من الآثار السلبية".
13 سببًا لفشل المشروع
واستنبط خبير المياه والسدود د. محمد حافظ 13 سببًا لمشكلة المياه في غرب الدلتا، وأوضح عبر Mohd Hafez أنها:
1- الأمر ببساطة أن السيسي في شهر مارس 2021 عندما كان الدولار بقرابة 16 جنيهًا فقط أعلن عن البدء في استصلاح 2.2 مليون فدان بمنطقة الحمام.
2- تكاليف استصلاح الفدان الواحد بيد (خير فلاحي الأرض) يكلف البلد (300 ألف جنيه) يعني قرابة (20 ألف دولار أمريكي) بسعر عام 2021.
3- تلك الأراضي كانت ومنذ أيام الإحتلال الروماني صالحة لزراعة (القمح) خلال فصل الشتاء . بمعني تلك الــ (2.2 فدان) يمكن زراعتها قمح لموسم واحد وليس ثلاث مواسم .. بمعني أخر أنه بدون أي إستصلاح يمكن أن تزرع وتروي بمياه الأمطار لموسم واحد وإنتاجها في ذلك الموسم سوف يعادل إنتاج (700 الف فدان) من الأراضي السوداء في سوهاج على سبيل المثال.
4- السيسي ومعرصينه يرددون بأن تلك الأراضي سوف تروي بمياه الصرف الصحي من محطة المكس وغيرها بمناطق غرب الإسكندرية. وهو هنا كالعادة (كذاب آشر) بل تلك المياه لا تمثل إلا قرابة (ثلث) المياه المطلوبة. فالمعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي والزراعي لا تزيد عن (6.5 مليون متر مكعب/ يوميا) أي قرابة 2.75 مليار متر مكعب سنويا.
5- الإعتماد الكلي لن يكون على (مياه المعالجة الثالثة) من المصارف بل على فرع رشيد حيث سيتم (ضخ) (5 مليار متر مكعب) من مياه رشيد.. طيب تلك المياه المسروقة من فرع رشيد كانت تكفي لري (مليون فدان من الأراضي السوداء) في الصعيد او بمحافظة الشرقية او بمحافظة الغربية.
6- بمعني أن السيسي يحرم الأراضي السوداء الصالحة للزراعة منذ أيام الفراعنة من خمسة مليار متر مكعب مياه ري.. تكفي لري مليون فدان في الصعيد.. وسرقها ليروي بتلك المياه مليون فدان في الدلتا الجديدة. بمعني أن تلك الــ (خمسة مليار متر مكعب من فرع رشيد) بدل من رفعها بمحطات الرفع لمنسوب (130 فوق سطح البحر) لري الدلتا الجديدة.. كان يمكن أن نستفيد منها لري نفس المليون فدان بأي منطقة زراعية بالدلتا أو الصعيد.
7- يبق كده عندنا (2.2 مليون فدان تروي لموسم واحد بدون أي إصلاح وتعادل 700 الف فدان من تلك الأراضي التي تزرع ثلاث مواسم+ مليون فدان يمكن زراعتها في الصعيد والوجه البحري بدل من إستغلالها لزراعة مليون فدان في الدلتا الجديدة).
8- بمعني أنه بدون أي إستصلاح وبدون صرف أي (600 مليار جنيه بأسعار عام 2021 كان يمكن الإستفادة من (700 الف فدان مكافئة+ مليون فدان = 1.7 مليون فدان).
9- يعني لو وفرنا مياه رشيد للأراضي السوداء وزرعنا بها (مليون فدان في الصعيد) وتركنا تلك الأراضي في الحمام لتروي بمياه الامطار لصار لدينا (1.7 مليون فدان) دون اللجوء لأي رفع مياه لمناسيب أعلى من 130 فوق سطح البحر . وبدون إستهلاك كمية من الكهرباء تعادل قرابة 30% من إنتاج كهرباء السد العالي في أعلى كفاءة له والتي تعادل 1400 ميجاووات/ ساعة.
10- طيب كده عندنا (1.7 مليون فدان) جاهزين للزراعة بدون صرف تلك الــ (600 مليار جنيه بسعر 2021) .. بالتأكيد سحتاج بعض المصاريف في أراضي الشمال ولكنها لن تزيد بأي حال عن عدة مئات من (الملايين) وليس (المليارات) من الجنيهات.
11- سيأتي واحد من المواطنين الشرفاء ويتهمني بأني معارض (حاقد) وأنه ليس هناك وسيلة أخري للتخلص من مياه الصرف الزراعي والصحي غير معالجتها لري الدلتا الجديدة ولذلك فالسيسي صرف تلك (الــ 600 مليار جنيه) .. سأرد عليه بأنني لست ضد معالجة مياه الصرف ولكني ضد رفعها لمنسوب أعلى من (130 متر) لري أراضي الحمام.
12- كان من الأفضل أن نقطع مياه النيل عن ري الأراضي بغرب الإسكندرية مثل أراضي النوبارية وغيرها من الأراضي المستصلحة والإعتماد كليا على الري بمياه الصرف المعالجة. وبذلك نكون وفرنا المياه التي كانت تستخدم لري الأراضي المستصلحة في النوبارية وغيرها ليستفيد منها أراضي سوداء بالصعيد أو الدلتا لن تجد مياه ري كافية بعد إستكمال سد النهضة.
13- الخطير في هذا المشروع أنه يعتمد بنسبة تزيد عن (50%) على مكونات مستوردة بالدولار وبأسعار 2021 منذ أيام الدولار أبو 16 جنيه ولازال أمامهم على الأقل قرابة (ثلاث) سنوات حتى يستكمل المشروع ولكن بأسعار الدولار الجديد أبو خمسين.