كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية، عن توجه جيش الاحتلال الإسرائيلي لتوسيع عملياته العسكرية ضد جماعة الحوثي في اليمن، بعد توقف الهجمات الأمريكية هناك، وللمرة الأولى بشكل علني، أشار المصدر إلى أن إسرائيل تدرس توجيه "ضربات مباشرة" ضد أهداف في إيران.

تصعيد متسارع بعد استهداف بن غوريون
يأتي هذا التطور بعد إعلان جماعة "أنصار الله" الحوثية الجمعة عن استهداف مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب بصاروخ باليستي "فرط صوتي"، مؤكدين إصابة الهدف "بدقة". رغم نفي تل أبيب وتأكيدها اعتراض الصاروخ، ساد الذعر في الداخل الإسرائيلي، حيث توقفت حركة الطيران في المطار لفترة وجيزة، وهرع الملايين إلى الملاجئ إثر تفعيل صفارات الإنذار في أنحاء واسعة من وسط البلاد.

وتعد هذه الضربة الثانية التي يعلن الحوثيون تنفيذها ضد إسرائيل، بعد الغارات الواسعة التي شنتها الأخيرة على صنعاء الأحد الماضي، وأسفرت عن مقتل 7 مدنيين وإصابة ما لا يقل عن 94 آخرين، وفقاً لإحصاءات الحوثيين.

إسرائيل: لا قيود على ردنا.. وإيران هدف مباشر
بحسب "يديعوت أحرنوت"، أكدت المصادر الأمنية أن إسرائيل "لن تفرض أي قيود على تحركاتها العسكرية ضد الحوثيين"، مشيرة إلى أن الرد سيكون "أوسع وأقسى". لكن اللافت هو التلميح المباشر إلى نية ضرب إيران، حيث قالت المصادر: "إيران أيضًا لن تخرج نظيفة من هذه المواجهة".

وتتهم تل أبيب طهران بدعم جماعة الحوثي وتسليحها بصواريخ باليستية، ضمن استراتيجية "الرد بالوكالة" التي تستخدمها إيران عبر حلفائها في اليمن ولبنان والعراق وسوريا.

المعارضة الإسرائيلية تنتقد "عجز الحكومة"
داخل إسرائيل، تسببت هذه التطورات في هجوم سياسي حاد على حكومة نتنياهو. فقد دعا زعيم المعارضة يائير لابيد إلى "توسيع نطاق الضربات داخل اليمن واستهداف الموانئ والبنية التحتية"، متهمًا رئيس الحكومة بـ"التردد والخوف" في مواجهة ما وصفه بـ"الخطر الإيراني المتصاعد من اليمن".

الحوثي يفرض حصارًا جويًا على إسرائيل
من جانبها، أعلنت جماعة الحوثي أنها فرضت "حصارًا جويًا" على إسرائيل، ضمن ردها على ما تصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي تشنها تل أبيب ضد الفلسطينيين في غزة، مؤكدة أنها مستمرة في استهداف العمق الإسرائيلي "طالما استمر العدوان".

وقد دفع هذا التصعيد العديد من شركات الطيران الدولية، من بينها مجموعة "لوفتهانزا" الألمانية، إلى تمديد تعليق رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى 18 مايو، بعد سقوط صاروخ حوثي قرب مطار بن غوريون الأحد الماضي.

وساطة عمانية واتفاق "مفاجئ" مع واشنطن
وفي تحول لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع جماعة الحوثي، بعد وساطة عمانية. لكن الجماعة سارعت إلى التأكيد أن الاتفاق "لا يشمل إسرائيل"، ما فتح الباب أمام تل أبيب للتحرك العسكري بشكل منفرد في الساحة اليمنية، بعد شهور من التنسيق الأمريكي-الإسرائيلي في هذا الملف.

إسرائيل وإيران: نحو صدام مباشر؟
عام 2024 شهد تصعيدًا غير مسبوق في المواجهة المباشرة بين الاحتلال وإيران، شمل تبادل أربع ضربات عسكرية علنية، أبرزها قصف القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية داخل الأراضي الإيرانية.

وفي هذا السياق، تبدو تل أبيب مستعدة للذهاب أبعد من استهداف الحوثيين. إذ نقلت "يديعوت أحرنوت" عن مصادر أمنية أن هناك "خيارات مطروحة على الطاولة" لضرب "مواقع حساسة" داخل إيران، في حال استمرت الهجمات على العمق الإسرائيلي.