كشف حقوقيون إن نيابة أمن الدولة العليا حبست الصحفي والشاعر أحمد سراج 15 يومًا احتياطيًا على ذمة القضية رقم 7 لسنة 2025، بتهم الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، بحسب المحامي خالد علي.

أحمد سراج الصحفي بموقع "ذات مصر"؛ كانت جريمته هي إجراء حوار مع السيدة ندى مغيث، زوجة رسام الكاريكاتير أشرف عمر، المعتقل بسجون السيسي، دافعت في حوارها عن زوجها المعتقل.

واعتبر مراقبون أن اعتقال "سراج"، جاء عقب حواره مع ندى مغيث، في استمرار لسياسة تكميم الأفواه واستهداف من يحاول إيصال صوت المظلومين.

ومن جانب ثانٍ، قال المحامي خالد علي: إن ندى مغيث أخلي سبيلها بكفالة ٥ آلاف جنيه بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، وتم وضعها على ذمة القضية 7 لسنة 2025 حصر أمن الدولة العليا.

وكان "علي" أشار إلى استدعائها لنيابة أمن الدولة العليا وأنها عرفت عن ذلك فى الثامنة من صباح الخميس 16 يناير بحضور اثنين رجال لشقتها وأخطروها أنهما من  أمن الدولة وأخذوها معهما.

   وكان الكاتب الليبرالي عمار علي حسن  @ammaralihassan قال عبر إكس: "قبل أسبوع هاتفني الكاتب والشاعر الأستاذ أحمد سراج قائلا: إن ناظر المدرسة التي يعمل بها مدرسًا للغة العربية قد أبلغه أن هناك جهة أمنية سألته عما إذا كان إخوانيًا أم لا؟ وذلك على خلفية حوار إجراه في موقع "ذات مصر" مع ندى مغيث زوجة الرسام والطبيب أشرف عمر المحبوس حاليا بسبب كاريكاتير نشره في موقع "المنصة" اعتبرته السلطة مسيئًا لها.".

قال لي سراج إن الناظر أكد لمن سأله أن المسؤول عنه ليس إخوانيًا، وأنه مدرس مثقف يؤدي عمله على خير وجه. ثم وجدت سراج يقول لي: "إن وقع لي مكروه لا تنسى أولادي.". وقتها شعرت بأن خطرًا يحدق به، لكن لم يكن بوسعي إلا أن أطمئنه، رغم أني أعرف أن استعمال المنطق في مقاربة ما يجري ببلادنا هو ضرب من البلاهة أو التفكير بالتمني.

بالأمس وعند التاسعة مساء جاءتني مكالمة من صديق لأحمد يقول لي إنه اتصل على رقمي أحمد فوجد هاتفه مغلقًا. وجربت أنا فكانت الإجابة نفسها.
هنا بدأت المخاوف تسري في أوصالي عما إذا كان ما خشى منه قد وقع بالفعل، ومع هذا دعوت إلى التريث قبل أن نعلن اختفاءه قسريًا.

تواصلنا مع أسرته في المنوفية، حيث يقضي بقريته إجازته الأسبوعية، وسألنا زوجته بطريقة مواربة حرصًا على ألا نقلقها عما إذا كان في بيته القروي أم لا؟ فكانت الإجابة: لا، سيأتي نهاية الأسبوع.
لبنا من صديق له يسكن قريبًا من شقته البسيطة بالقاهرة التي يعيش فيها وحيدًا، خمسة أيام في الأسبوع، وكان معه مفتاحها، ففتح ولم يجده، وقتها أدركت ما جرى له.

بالعودة إلى الناظر، قال إن هناك من أتى واصطحبه من أمام المدرسة فور خروجه منها ظُهرًا. ولم يكن الرجل في حاجة إلى أن يكشف عن هوية هؤلاء، فقد أدركنا أنهم من "الأمن الوطني".

وتأكد الأمر في اليوم التالي حين تم استدعاء ندى مغيث إلى النيابة.

تحدثت مع صلاح الدين حسن رئيس تحرير "ذات مصر" وأسامة العنيزي رئيس التحرير التنفيذي، كي تعد المنصة بيانًا، وتنشر خبرًا عن واقعة اعتقال سراج، وكذلك مع د. جمال زهران، مدير مركز "الاستقلال للدراسات"، الذي كان سراج يشرف على ندوة دورية تعقد بمقر المركز، ومع آخرين. واتصلت واتصلوا بكثيرين في سبيل معرفة مكان سراج، وما يجري له.

اليوم وصل الخبر إلى أسرته، واتصلت بي زوجته ملهوفة عليه، واتصل بي أصدقاء كثيرون للسؤال عن سراج، الذي كان أيضًا قد أجرى حوارًا معي مؤخرًا حول روايتي "ملحمة المطاريد"، ويعرف كثيرون علاقتي الطيبة به.

آخر الأخبار التي تصل لي من محامين موجودين في مقر نيابة أمن الدول العليا بالتجمع الخامس تقول إنه قد حبس خمسة عشر يوما على ذمة قضية اتهامه بالانتماء لجماعة إرهابية، ونشر أخبار  كاذبة.

أقول لمن يجهل اسم أحمد سراج إنه المدرس المثقف الوطني صاحب العقل النقدي، وهو الرجل الذي يقف على عدد من الكتب في الشعر والمسرح والرواية والكتابات النقدية والشهادات الأدبية، وهو من نشر في صحف ودوريات داخل مصر وخارجها مقالات عن كبار الكتاب، وأجرى حوارات معهم، ومثله لا يستحق الاعتقال إن قال رأيه، أو حاور أحدًا حول آرائه وأفكاره، إنما يستحق أن يُكافأ، أو على الأقل يترك يؤدي دوره في إخلاص وتفان.